إيران ورسائل الردع الإستراتيجي .. معادلات جديدة في المنطقة أسقطت التحالفات المعادية لمحور المقاومة
كتب حسين مرتضى ..
بعد مضي أيام على العملية العسكرية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد كيان الاحتلال الصهيوني نجد بأن الرد الإيراني على كيان الاحتلال كان رداً ذكياً من خلال توقيته وأسلوبه وفي هذا الإطار لابد لنا من توضيح عدداً من النقاط الهامة التي ارتبطت بهذه العملية الإستراتيجية.
أولاً عملية الرد بدأت من خلال تحديد الأهداف المعادية والتي تمثلت بأهم قاعدة جوية “إسرائيلية” خاصة وأن هذه القاعدة كانت أداة تنفيذ العدوان كما أن سلاح الجو الصهيوني يعتبر الذراع الأقوى في جيش الاحتلال كما أن الهجوم الإيراني أسقط منظومة القبة الحديدة وأثبت فشلها في التصدي للهجوم الجوي الإيراني.
ثانياً تنفيذ الهجوم من الأراضي الإيرانية كان رسالة مباشرة بأن القدرات العسكرية الإيرانية جاهزة لتنفيذ عمليات عسكرية دقيقة هدفها الدفاع عن الأيرانية إضافة للرد على أي عدوان داخل وخارج إيران إضافة لكون الهجوم تم بدعم سياسي وشعبي إيراني يؤكد وحدة صف إيران.
ثالثا تمكنت القيادة الإيرانية من تحجيم الدور الأمريكي في مواجهة الهجوم الإيراني إلى الحد الأدنى حيث برز الدعم الأميركي فقط بالمشاركة في الدفاع الجوي.
رابعا رغم تحالف عدد من الدول في المنطقة والعالم لمواجهة العملية الإيرانية إلا أنها لم تتمكن من منع وصول الصواريخ إلى أهدافها وبالتالي منع كيان الاحتلال نشر أي صور أو معلومات عن نتائج العملية وفرض رقابة مشددة على ذلك.
وليس بعيداً عن الميدان فإن العملية الإيرانية شكلت نقلة نوعية في تاريخ الصراع مع كيان الاحتلال حيث ساهمت العملية برفع معنويات مؤيدي المقاومة على مستوى العالم.
ومن خلال عملية رصد في مجال الفضاء المجازي نجد بأن 80% من التدوينات السلبية حول العملية العسكرية الإيرانية مصدرها السعودية والجيش الالكتروني التابع لمركز اعتدال السعودي هو من يقف خلف هذه الحملة والهدف كان التشويش على نجاح العملية ومحاولة تفريفها من محتواها.
وعلى الرغم من ذلك فإن رسالة الردع الإيرانية تم التقاطها بشكل كامل وواضح من قبل كيان الاحتلال، بحسب الاخبار الواردة من الأراضي المحتلة تؤكد ندم الكيان على استهداف القنصلية، واعترافه بالخطأ في الحساب والتقدير بناء على ما كان يقوم به من استهداف الإيرانيين في سورية، ولم يكن يتوقع الإسرائيلي ردة فعل إيران وعلى الرغم من أن إيران أعطت فرصة للدبلوماسية، لكن عدم إدانة مجلس الأمن للعدوان الاسرائيلي، وعدم أظهار الندم من قبل الاحتلال على هذه الجريمة، دفعا إيران الى القيام بعملية الرد وفق مبادئ الأمم المتحدة وحق الدفاع عن النفس.
في الختام نؤكد بأن إيران قد لا تكون مقتنعة بعد بأن هذه العملية كافية لردع العدو ومنعه من تكرار اعتداءاته، وكذلك الامر بالنسبة للمسؤولين، وعليه يمكن أن تقوم بعملية أوسع في اطار منع العدو من قيامه مجددا بالاعتداء إلا أن هذه العملية أكدت بأن معادلات الردع في المنطقة قد تبدلت لصالح محور المقاومة والأيام القادمة ستؤكد صحة ما نقول.