تقدير موقف
قراءة في مسار اتفاق وقف اطلاق النار في غزة
مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
محمد نادر العمري
كاتب وباحث في العلاقات الدولية
————————————————
قبيل ساعات من اجتماع “الحكومة المصغرى الإسرائيلية”، وبعد المطالب التي قدمتها الفصائل الفلسطينية حول التعديلات التي قدمتها على الاتفاق العام المقترح حول وقف العدوان الإسرائيلي، يبدو إن وضع رئيس “الحكومة الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو هو:
– بين وضع مؤزم له في ظل الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ الاتفاق وبين رفض اليمين المتطرف لبنود أي اتفاق بوقف العدوان والعمليات العسكرية؛ ولاسيما إن رد الإسرائيلي على المطالب الفلسطينية لايتواءم مع الطموحات الإسرائيلية، ولاسيما ماهو متعلق بالانسحاب من قطاع غزة وتوسيع دائرة الدول الضامنة لتشمل كل من روسيا وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وقطر ومصر، وإعادة وضع الأقصى لماهو قبيل عام ٢٠٠٢، إلى جانب كمية المساعدات وعدد الأسرى الفلسطينين المطالب بهم في كل مرحلة، وصولا لاتفاق شامل لإطلاق نار بكامل القطاع.
– الوضع الثاني هو توجه بنيامين نتنياهو للمناورة والمماطلة في تبني هذا الاتفاق من خلال رفض التعديلات الفلسطينية أو من خلال استثمار رفض اليمين لبنود هذا الاتفاق، لذلك قد يلجأ نحو الدخول في مفاوضات وتعقيدات قد تؤجل تنفيذ الاتفاق إلى أبعد فترة ممكنة، وهو ما قد يزيد من ضغط الجبهة الداخلية عليه والضغوط التي قد تمارسها واشنطن في ظل عدم رغبتها بتوسع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، وهو ما يفسر لجوء الكونغرس لوقف المساعدات المقترحة للكيان الصهيوني بهدف الضغط على حكومة نتنياهو لقبول بنود الاتفاق وتخفيض مؤشرات الاستفزاز.
الاتفاق في إطاره العام وإن تم تبني التعديلات الفلسطينية، هو لا يلبي كل المصالح الفلسطينية، ولكنه بالحدود الدنيا يفرض على “الإسرائيلين” القبول بقواعد اشتباك جديدة ويسقط مساعيها لتهجير أهالي غزة.
