الخارجية الايرانية: علاقاتنا مع باكستان والعراق متينة
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إلى عملية حرس الثورة الإسلامية ضد مقر الموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان، مبينا اننا رصدنا في السنوات الماضية تهديدات ضد أمننا القومي من كردستان العراق وأمننا خط أحمر.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عن تعازيه بمناسبة استشهاد 5 مستشارين عسكريين إيرانيين على يد الكيان الصهيوني المجرم في سوريا، سائلاً الله سبحانه وتعالى علو الدرجات لأرواح هؤلاء الشهداء الأبرار والصبر والسلوام لعوائلهم.
وتابع قائلاً: ” لقد مر 108 يوماً على جرائم الكيان الصهيوني بحق شعب غزة المظلوم والمستضعف، وبحسب مصادر فلسطينية رسمية، فقد استشهد أكثر من 25 ألف شخص خلال هذه الفترة”، وأضاف: “خلال هذه الفترة أصيب أكثر من 62 ألف شخص منهم أكثر من 6 آلاف امرأة و8 آلاف طفل، وطيلة فترة الحرب يفقد 10 أطفال أطرافهم يوميا في غزة، وقال: “نأمل من المجتمع الدولي أن يولي اهتماما بالشكاوى المرفوعة فيما يتعلق بجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني.”
وفي إشارة إلى عملية تنفيذ الاتفاق المبرم بين إيران والعراق وقال: “إن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة العراقية قوية ومتينة وتتمتع بتعاون شامل وتحظى باهتمام البلدين،” مضيفاً: “وعلى الرغم من العلاقات الطيبة القائمة منذ سنوات طويلة مع إقليم كردستان العراق، إلا أنّ هذه الجغرافيا توجه تهديدات ضد الأمن القومي الإيراني وأمن شعبنا”، مؤكدا بأنّ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر هذه المسألة خطاً أحمراً لها.”
وأضاف: “لقد كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكبر داعم ومدافع عن أمن دولة العراق ووحدة وسيادة وسلامة أراضيها”، وتابع: “إن الإجراء الأخير الذي قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد مقر الموساد كان بمثابة عقاب للإرهابيين وليس لدولة العراق.”
وقال: “لقد وجهنا التحذيرات اللازمة عدة مرات لسلطات دولة العراق الصديق والشقيق، ولا يمكننا التسامح مع اجتماع وتمركز وتجمع القوات التابعة للموساد ضد الأمن القومي الإيراني”، وصرح كنعاني قائلاً: “لقد أعلنا دائمًا عن دعمنا الصادق لأمن الحكومة والشعب العراقي، وإن الموقف الذي تعتمده إيران كان ولا يزال يؤكد على الاتفاقية الأمنية المبرمة مع العراق، وذلك خدمةً للمصالح المشتركة للبلدين.”
وفي إشارة إلى العلاقات بين إيران وباكستان وعودة سفيري البلدين، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: “إنّ الإجراء الذي اتخذته إيران هو استهداف قواعد جماعة “جيش الظلم” الإرهابية، وإن مسألة التعامل مع الجماعات الإرهابية النشطة على حدود إيران وباكستان هي قضية محل نقاش بين البلدين، ومن المؤكد أن التعامل مع هذه الجماعات وإرساء الأمن على الحدود الشرقية لإيران سيكون في سياق زيادة التعاون الثنائي بين الجانبين الإيراني والباكستاني.”
وأكد أنّ العلاقات الإيرانية الباكستانية قوية ومتينة وقال: “إن هذا الإجراء جاء بسبب الضرورة العاجلة لمنع عملية إرهابية أخرى ضد أمن بلادنا”، مؤكدا على “أنّ أمن إيران وباكستان يعتمدان على بعضهما البعض، وإنّ الأحداث الأخيرة لن تؤثر على قوة واستحكام العلاقات بين البلدين.”
وأكد كنعاني على أنّ العلاقات الثنائية بين إيران وباكستان مبنية على أواصر عميقة وعريقة، وبأنّ هذه العلاقات ستمضي قدمًا في مسار تمتين الصداقة بين البلدين، مشيراً إلى أنّ وزراء خارجية إيران وباكستان ناقشا خلال محادثة هاتفية حول أنشطة سفيري البلدين.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية في جزء آخر من تصريحاته خلال هذا المؤتمر الصحفي، بخصوص الزيارة المرتقبة لوزير خارجية بلادنا إلى مصر: “لدينا ظروف جيدة في سياق العلاقات بين إيران ومصر، كما جرت لقاءات جيدة على مستوى وزراء خارجية ورئيسي البلدين، وأكد مسؤولو البلدين على مواصلة الحوار والمباحثات بين الجانبين من أجل اتخاذ خطوات جديدة في هذا الصدد، ونحن متفائلون بالمضي قدما في هذا المسار”، مشيراً إلى أنّه “هناك قضايا ثنائية وإقليمية مهمة للمناقشة بين إيران ومصر.”
وفي إشارة إلى الاجتماع الأخير بين المساعد السياسي لوزير الخارجية الايراني “علي باقري كني” ومساعد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “إنريكي مورا”، قال كنعاني: “لدينا محادثات واتصالات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أنّه هناك اتصالات مشتركة بين وزير خارجية بلادنا و مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي السيد “جوزيب بوريل”، مضيفاً: “لقد جرت هذه المحادثات بين السيد باقري والسيد مورا في جنيف وناقش الجانبان آخر مستجدات محادثات رفع العقوبات”، مشيراً إلى أنّ هذه المحادثات والمباحثات سوف تكون مستمرة.
وقال كنعاني بخصوص إرسال أمريكا رسالةً لإيران عبر المملكة العربية السعودية: “أمريكا تستخدم طرقا مختلفة لإرسال رسائل إلى إيران، إنّ العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية جيدة وتمضي قدما، وهناك مشاورات ومحادثات مستمرة بين وزيري خارجية البلدين.”
وفيما يتعلق بتهديدات نتنياهو الأخيرة بشأن شن هجوم عسكري على إيران، قال المتحدث باسم وزارة خارجية بلادنا: “لقد أظهر هذا التهديد مرة أخرى الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني، إنّ طبيعة هذا الكيان لا تتماشى مع السلم والأمن الدوليين، حيث أنّه يسعى دائما إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ورغم أن هذه التهديدات فارغة من وجهة نظرنا، إلا أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تترك أي تهديد دون رد.”
وتابع قائلاً:”على الكيان الصهيوني الغاصب أن يخرج نفسه أولا من الورطة التي وقع فيها ومن ثم يتخيل أوهاماً باطلة حول شن هجمات على دول أخرى”، وأشار إلى جرائم الصهاينة الأخيرة في دمشق قائلاً: “إن جرائم الكيان الصهيوني وتحركاته ضد أهداف متنوعة في سوريا ولبنان لها أسباب ودوافع واضحة، إن هذا الكيان يخطو خطوات عقيمة للخروج من الأزمة والورطة التي وقع بها بسبب هجماته على غزة.”
وأضاف: “إن الكيان الصهيوني يسعى إلى إثارة الفوضى في المنطقة، وللأسف قدمت الحكومة الأمريكية الدعم الشامل لهذا الكيان خلال الأيام الـ 108 الماضية، ومن وجهة نظر الرأي العام العالمي فإن أمريكا مسؤولة بشكل مباشر عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، وإن مسؤولية الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بجرائم الكيان الصهيوني في المنطقة واضحة تماما، فلذلك يجب على أمريكا أن تتوقف عن دعم الكيان الصهيوني بشكل كامل حتى تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن.”
وفي إشارة إلى تدريبات حلف الناتو العسكرية في المنطقة، قال المتحدث باسم وزارة خارجية بلادنا: “إنّ نطاق أنشطة وعمليات حلف الناتو خلال السنوات الماضية لم توفر الأمن للمنطقة بل وإضافةً إلى ذلك ساهمت في تأجيج الدمار والقتل فيها”، مؤكداً على أنّ تحركات الناتو لا تروق لحكومات وشعوب المنطقة، وأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الآليات الإقليمية هي الحل الأفضل لضمان الأمن والسلام في المنطقة.
وحول الادعاء بمقتل طفل هولندي في العملية الأخيرة التي قامت بها إيران في أربيل، أضاف كنعاني: “كما ورد في الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية إيران وهولندا، ليس هناك أي معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع.”
وفي جزء آخر من هذا المؤتمر الصحفي، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى شكوى جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية قائلاً: “نحن نؤيد وندعم هذا الإجراء المسؤول والمشرف والشجاع الذي قامت به حكومة جنوب أفريقيا والمتمثل في رفع شكوى ضد الكيان الصهيوني الغاصب، إنّ هذا الكيان، علاوة على الجرائم التي ارتكبها خلال الـ 75 عامًا الماضية، ارتكب جرائم ضد الإنسانية والشعب الفلسطيني خلال الـ 108 أيام الماضية أيضاً، إنّ هذه الأعمال الإجرامية تعتبر جرائم ضد الأمن والسلام وفقا للاتفاقيات الدولية.
أكد كنعاني: “بعد “عملية 7 أكتوبر” قمنا في وزارة الخارجية الإيرانية بالإعلان عن آرائنا للدول المتحالفة، ونظرًا للرؤية السياسية التي نتبناها تجاه كيان الاحتلال الصهيوني باعتباره نظامًا غير شرعياً، فإننا سنواصل دعمنا السياسي والقانوني للشعب الفلسطيني في إطار التفاعل مع الدول الصديقة.”
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجية بلادنا في إشارة إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول تزايد التوتر في المنطقة: “إذا كان المسؤولون الأمريكيون قد توصلوا للتو إلى نتيجة مفادها أن الأزمة والتوتر في المنطقة في حالة تزايد، فيجب الإعجاب بذكاءهم!”
وتابع قائلاً: “للأسف نشهد اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وهذا الأمر هو نتيجة الجرائم الذي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ودعم الحكومة الأمريكية لهذا الكيان وتقاعس المجتمع الدولي أمام كل ما يحدث من فظائع”، مؤكدا: “لن تنتهي هذه الصراعات إلا إذا توقفت الحرب في قطاع غزة.”
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان وزير خارجية بلادنا سيشارك في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قال: “في أي وقت تقتضي الظروف، ستستخدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقع وإمكانيات الأمم المتحدة للتعبير عن مواقفها وأرائها.”
وفي إشارة إلى رد فعل إيران على استشهاد عدد من مستشاريها العسكريين في سوريا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “إن جرائم الكيان الصهيوني ضد حكومة وشعب إيران لم تمر أبدا دون عقاب، وإنّ الحكومة الإيرانية سوف تقوم بالرد على الجرائم التي ترتكبها أمريكا والكيان الصهيوني”.
وفي إشارة إلى مقترح “حل الدولتين” لإنهاء الصراع في فلسطين، قال كنعاني: “إذا كانت هذه الحلول مثمرة لم نكن سنشهد على هذا الكم من الجرائم خلال الـ 108 أيام الماضية، وأولئك الذين لم يستطيعوا أو لم يرغبوا في فرض إرادتهم على الكيان الصهيوني لإنهاء الحرب، هل هم مستعدون لفرض “حل الدولتين” على هذا الكيان؟ العالم سيحكم على هذا.”
وفي جزء آخر من هذا المؤتمر الصحفي، أشار إلى مشاركة إيران في قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، وقال: إن المشاركة في الآليات المتعددة الأطراف واستخدام قدرات هذه المنظمات، خاصة حركة عدم الانحياز، كانت دائما ضمن توجهات الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاستفادة من القدرات الدولية، مما من شأنه المساهمة في تحقيق أهداف إيران في مختلف المجالات، وتشكل هذه الآليات فرصة لتعزيز الأهداف المتعددة الأطراف لتحقيق السلام وتعزيز التعددية في النظام الدولي.
وردا على سؤال حول زيارة حسين أميرعبد اللهيان إلى باكستان قال: “إن وزير الخارجية الباكستاني وجه دعوة لوزير خارجية بلادنا من أجل إجراء زيارة لهذا البلد، وإنّه لأمر طبيعي أن يتم تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين”، مشيراً إلى أنّه “لم يتم تحديد موعد لهذه الرحلة إلى حد الآن، وأنّ العلاقات بين إيران وباكستان قوية ومتينة وسوف تستمر في إطار ودي وأخوي.”