وهم بريطانيا ضد الحوثيين
كشف تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أن معارضي حروب جورج بوش الابن وتوني بلير قبل عقدين من الزمن كانوا يهتفون “لا للحرب من أجل النفط”، فيما يشجب المتظاهرون اليوم الهجوم العسكري الأميركي البريطاني على اليمن لحماية التجارة العالمية في البحر الأحمر.
وذكر التقرير أن وزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد كاميرون، هدد بشن المزيد من الضربات الجوية على اليمن، فيما يبدو أنه نسي أن تدخله للإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011 استغرق في الواقع 6 أشهر، وترك ليبيا في حالة من الفوضى.
وقال إن اليمن يوجد في قلب صراعات متنوعة سواء تعلق الأمر بغزة أو بغرب أفريقيا، وتابع بأنه على الرغم من الأهمية الإستراتيجية لليمن لإطلالته على منطقة تعد ممرا لجزء كبير من التجارة العالمية، فإن الغرب “أهمل بخبث” معاناة اليمنيين لعقود.
وشدد على ضرورة تذَكّر أن التدخل في اليمن له تاريخ مشين، مبرزا أن السفن الحربية الأميركية والبريطانية قد تكون نجحت في صد بعض هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، لكن هذا النجاح يأتي بتكاليف باهظة، إذ تُسقط الطائرات المسيّرة صواريخ تبلغ قيمتها مليوني دولار، فيما لا تتجاوز تكلفتها هي 15 ألف دولار.
وبحسب التقرير، فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو استنفاد المخزون الغربي من الصواريخ الدفاعية، فقد اعتمدت أوكرانيا بشكل كبير على إعادة إمداد الناتو بها لصد الضربات الجوية الروسية، لكن في الأسابيع الأخيرة قامت واشنطن بإعادة توجيه إمدادات صواريخ باتريوت إلى الكيان الاسرائيلي.
ومع قيام كوريا الشمالية بإطلاق الصواريخ باعتبارها استفزازا لكوريا الجنوبية واليابان، وتهديد الصين لتايوان، فإن العبء يزداد ثقلا على البحرية الأميركية وحلفائها المنتشرين بأسلحتهم حول الشرايين الاقتصادية الحيوية في العالم.
وبحسب تقرير الإندبندنت، تجاهلت العديد من الأصوات العدوانية في بريطانيا وفي الولايات المتحدة كيف أن البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية، على الرغم من الإنفاق الدفاعي المتضخم، كانا غير قادرين على الحفاظ على مستويات إنتاج أنظمة الصواريخ الدفاعية.
وتابع بأن المناهضين للحرب على حق في انتقاد شركات تصنيع الأسلحة لأنها تحقق أرباحا طائلة، ولكن لأسباب خاطئة، فقد تم إنفاق مليارات لا حصر لها من أموال دافعي الضرائب بشكل سيئ.