كيان الاحتلال

لواء احتياط اسرائيلي: حزب الله يعرف مواقعنا “أفضل من كثيرين منَّا”

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

توقّف اللواء احتياط ومفوّض شكاوى جنود العدو الصهيوني سابقًا يتسحاق بريك، في مقالٍ نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، عند تكرار وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي والناطق العسكري الإسرائيلي قولهم :”إن الجيش في جهوزية غير مسبوقة ضد حزب الله”، مشيرًا إلى أنَّ: “حقيقة ما يجري اليوم عند الحدود الشمالية يمكن سماعها من وحدات احتياط تنتشر على خط الشمال اليوم ووحدات خدمت في نشاط عملاني، قبل عدة أشهر من اندلاع الحرب”.

وقال بريك: “قبل خمس سنوات، عندما كنتُ مفوضًا لشكاوى الجنود، مررت على جميع المواقع عند الحدود اللبنانية وهضبة الجولان، على مدار أسبوعين. وزرت كل واحد من المواقع لمدة أربع ساعات، ووجدت عدم كفاءة المواقع وغياب جهوزيتها، سواء للأمن الجاري أو للحرب”.

ولفت إلى أنَّه: “مرّت خمس سنوات ولم يحدث شيء جيِّد. وبحسب تقرير جنود سرية احتياط الذين خدموا في المواقع العسكرية عند الحدود الشمالية، قبل ثلاثة أشهر من نشوب الحرب الحالية على غزة، فإنه ليس فقط لم يتغير شيء نحو الإيجاب، وإنما العكس هو الصحيح، حيث استمر التدهور وبكل قوة، وهو مستمر حتى يومنا هذا”.

وأضاف بريك: “تخيَّلوا ماذا كان سيحدث لو هاجم حزب الله بواسطة قوات “كوماندوز” من قوة الرضوان مواقعنا ومستوطنات حدود الشمال، بالتزامن مع هجوم حماس في غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ولو هاجم حزب الله في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لما تواجدت في المواقع العسكرية أي قوة لـ”الجيش الإسرائيلي” لتقف في طريقه، وكان حزب الله سيجتاح الجليل، ويدخل إلى المستوطنات ومعسكرات الجيش بحُريَّة، وبمرافقة إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات من دون طيار يوميًا على “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” ويتسبّب بدمار وخسائر كبيرة. وكنا سنستيقظ على يوم أسود لا يمكن فيه استدعاء جنود الاحتياط، وكنا سننتظر معجزات”.

وتابع: “لقد اعتدنا جميعًا، في القنوات التلفزيونية الكبرى، أن نسمع أقوال المراسلين والمحلّلين العسكريين الإسرائيليين وبينهم جنرالات متقاعدون، قبل هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حول الجيش الأقوى في الشرق الأوسط. وهؤلاء أنفسهم يواصلون ذر الرماد في عيون الجمهور بعد الهجوم على غلاف غزة أيضًا”، ناصحًا الجميع بأن: “يتعاملوا مع أقوالهم على أنها محدودة الضمان، فليس منهم ستسمعون عن صورة الوضع الحقيقية”.

وكشف بريك عن ملخص وثيقة جنود الاحتياط “الصادمة”. ووفقًا للوثيقة، فإنّ: “الخطر الأساسي في الجبهة اللبنانية هو محاولة احتلال قوات مشاة تابعة لحزب الله (قوة رضوان) عددًا من المواقع العسكرية والمستوطنات عند خط الحدود على أنّه إنجاز استراتيجي في الحرب. الأنشطة الجارية في القطاع تُسبِّب نسيان الوضع على حقيقته، حيث لا توجد أي علاقة بين جهوزية المواقع وبين هذا السيناريو”.

وشدّد على أنَّ الأمر لا يقتصر على أنَّ: “المواقع العسكرية ليست جاهزة بمستوى يتلاءم مع الخطر، وإنما هي ليست جاهزة للقتال بمستوى مواقع عسكرية في خطوط بمستوى خطورة أقل بكثير. وإذا فحصنا جهوزية قطاع لبنان لـ”سيناريوهات سهلة”، مثل خطف أو تسلُّل خلية “مخربين” (مقاومين)، فإن هذا القطاع في جهوزية أقل أو أكثر، لكن حتى بالنسبة إلى هذه السيناريوهات، فإنّ مستوى الجهوزية متدنٍ بشكل مفاجئ قياسًا لهذا القطاع الأكثر خطورة في “إسرائيل””، مؤكدًا أنَّ الوثيقة تتحدث عن فجوات كثيرة في هذا المجال.

وأشار إلى أنَّ الفجوة الأكبر فعلًا تتعلق بالجهوزية لـ”السيناريو الإستراتيجي” ومحاولة حزب الله احتلال مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب، مبيِّنًا أنَّ هذه خطة معروفة ومتداولة في جيش العدو، لكن الوضع عمليًا في مواقع الخط الأمامي من ناحية الجهوزية، البنى التحتية والنهج الشامل هو على حدود الفوضى، مشيرًا إلى أنَّه تنقص أمور “تافهة” في كل موقع عملياتي عند الحدود، بشكل يسمح لحزب الله بالسيطرة على الموقع “مجانًا تقريبًا”.

وأضاف: “الفجوات التي نطرحها هنا الآن هي فجوات أساسية ولا يفترض أن تكون موجودة أبدًا. كما أنَّ المخاطر التي تذكرها الوثيقة ليست مخاطر نظرية، وإنما هي المخاطر المباشرة، مثل هجوم سريَّة لحزب الله على موقع لـ”الجيش الإسرائيلي””.

وتابع بريك: “لا يوجد أي سبب لمنح حزب الله هذا الإنجاز مجانًا، وفي الوضع القائم هذا ما قد يحدث بكل تأكيد. الاعتماد غير التناسبي أبدًا على وسائل تكنولوجية غير موثوقة، وإهمال متطرف للجاهزية العملانية في المواقع العسكرية هو الصورة الحقيقية لخط المواقع الأمامي عند الحدود اللبنانية، مثلما وجدنا في النشاط العملاني للسرية في حزيران/يونيو 2023”.

ولفت إلى أنَّ مجاهدي حزب الله يعرفون مواقع جيش العدو عند الحدود اللبنانية “أفضل من كثيرين منا”، موضحًا أنَّه: “ربما هم لا يرون كيف تبدو الأمور داخل الغرف السكنية، لكن بنية المواقع ومدة التواجد فيها أو غياب الأسلحة في الموقع يرونه جيدًا من مسافة أمتار معدودة”.

ورأى أنَّ: “مشكلة استعداد مواقع الحدود الشمالية قي قيادة المنطقة الشمالية هي مشكلة سرية تتعلّق بشكل أساسي بـ”المجتمع الإسرائيلي” الذي يفترض ويأمل أن يكون “الجيش الإسرائيلي” مستعدًا جيدًا عند الحدود الشمالية لإحباط أيِّ تهديد، لكن الأمر ليس كذلك. ومن ناحية الجهوزية الحقيقية للبنية التحتية والقطاع للحرب، فإنّ الوضع صادم”.

وذكر أنَّ :”هذا الوضع كأنه يذكّر بمشكلة كلاسيكية من الحروب السابقة. ففي الانتفاضة الثانية، عندما كان “الجيش الإسرائيلي” راضيًا عن نفسه بتنفيذ اعتقالات في القصبة (منطقة عمرانية مكتظة، وفيها مساكن كثيرة، وأسواق وورش صغيرة) في نابلس، نسِي أنّه بات منذ وقت طويل لا يعرف كيف يقوم بتحرك كتائبي إلى أي مكان”. وأضاف: “اكتشفنا ذلك في حرب لبنان الثانية. ومن شدة الثقة بالذات بهذه القدرات، نسينا أنه إذا هاجموا المواقع العسكرية فعلًا، فإنها فعليًا ليست جاهزة أبدًا بمستوى أساسي كبُنية قتالية”.

ولفت إلى أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يقول لجنوده عند الحدود اللبنانية: “إنه يوجد خطر حقيقي لهجوم بري ينفذه الآف من مقاتلي حزب الله، وغايتهم الإستراتيجية هي السيطرة على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للحدود”،. مردفًا: “مع ذلك، “الجيش الإسرائيلي” لم يفعل الحد الأدنى الأساسي من أجل إحباط هذه الإمكانية، بأن يُسلّح ويُجهز المواقع العسكرية والمستوطنات الموجودة عند الحدود لمواجهة هذا السيناريو بالضبط”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى