عن “الهسبراه” الإسرائيلية.. كيف أجهضتها المقاومة الفلسطينية؟
تصاعد الحديث عن “الهسبراه” خلال الحرب الإسرائيلية القائمة على قطاع غزة، مع شنَّ الاستعمار حرب البروباغندا ضد المقاومة الفلسطينية عبر نشر الادعاءات الكاذبة مثل قتل وحرق الأطفال واغتصاب النساء الإسرائيليات على ضوء السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وبعد أن مضى أكثر من شهرين على المجازر التي ارتكبها الاستعمار بحق قطاع غزة، ما زالت المنظومة الاستعمارية تروج لـ”مظلوميتها وحقها في الدفاع عن إرثها الاستعماري” رغم وجود تاريخ طويل من المجازر بحق الفلسطينيين على مدار 75 عاماً من احتلال فلسطين.
فماذا تعني “الهسبراه” وكيف التصقت بالمشروع الاستعماري منذ بدء تشكّل الحركة الصهيونية؟ وكيف طوعتها وطورتها “إسرائيل” لمواجهة المقاومة والشعب الفلسطيني؟
كلمة “الهسبراه” عبرية الأصل، وتعني الجهود التي تبذلها “إسرائيل” لنشر معلومات ايجابية وتسويق نفسها للعالم الخارجي، وإعادة إنتاج الروايات التي تدعم موقفها و”تبيّض” صورتها أمام العالم، وذلك بحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”. وفيما ترمز “الهسبراه” إلى 4 مفاهيم استخدمتها “إسرائيل” كأداة لخدمة مشروعها في فلسطين والمنطقة العربية، وهي: السياسة، الدعاية، المعلومات، والشرح.
“الهسبراه” من النازية إلى الصهيونية
لقد طوعت الحركة الصهيونية “الهسبراه” لخدمة مشروعها الاستعماري في فلسطين، بالتوازي مع خطابها الديني والقومي الذي وجهته في البداية نحو العرب والجمهور العبري من خلال عدد من الصحف العربية التي عُرف منها “صحيفة السلام” و”صحيفة العمال” التابعة للاتحاد العام لعمال “إسرائيل” أو ما يعرف بِـ”الهستدروت”(1920-1927).
وبذلك، حاولت الحركة الصهيونية استقطاب يهود العالم والترويج لأهمية وجودها واستدخال فكرة “التعايش” في فلسطين، وفي وقت لاحق أصبحت “الهسبراه” منظومة تقع تحت صلاحيات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.