من هم قادة حماس الذين يسعى “الموساد” لإغتيالهم !!
أكرم فخر الدين
بعد طوفان الأقصى، الذي نجحت فيه المقاومة الفلسطينية بكسر عنفوان وجبروت الجيش الصهيوني، علق وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت العديد من الصور على حائط مكتبه لبعض قادة حماس، وقام غالانت بترتيبها هرمياً بحسب المسؤوليات التي يشغلونها داخل حماس، وتم في هذا الملصق وضع علامة “اكس” على الشخصيات الحمساوية التي تم إستهدافها سابقاً وبقيت الشخصيات الأخرى المطلوب تصفيتها لاحقاً. وقد تصدّر لائحة غالانت ثلاثة رجال من قادة حماس، وهم : محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ «حماس»، والقائد الثاني في «الكتائب» مروان عيسى، ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار. وهؤلاء الثلاثة يشكلون المجلس العسكري في غزة الذي خطط ونفذ طوفان الأقصى.
وقد دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مرحلة جديدة وحساسة بعد سقوط الوقف المؤقت لإطلاق النار والعودة الى لغة الحرب والمجازر. والبارز في هذه المرحلة، هو سعي الكيان الإسرائيلي لتحقيق إنجاز واضح وكبير يساعده في التفاوض وتحقيق الشروط لاحقاً. وبحسب الإعلام العبري، يمكن بلوغ هذا الإنجاز بأمرين :
- تحقيق إنجاز عسكري ميداني في غزة، من خلال ضرب أنفاق حماس وقدراتها العسكرية، خاصة الصاروخية وتعطيل قدرة حماس على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
- إغتيال أو إستهداف بعض قيادات حماس الأساسية، وخاصة تلك التي كان لها دور، بحسب الإعلام العبري، في إنجاز طوفان الأقصى. سواء في داخل غزة مثل يحيى السنوار او خارجها مثل صالح العاروي، الذي تصنفه أجهزة العدو بأنه صلة الوصل بين حماس وكلاً من ايران وحزب الله.
وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قال بصريح العبارة خلال كلمة له يوم 22 نوفمبر: “لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا”. بدوره قال رئيس الشاباك رونين بار في تسجيلات تم الكشف عنها في أخبار القناة 11
أن المجلس الوزاري المصغر حدد لجهاز الشاباك هدفاً وهو القضاء على حماس، ونحن مصممون على القيام بذلك وأضاف بار أن الشاباك سيقوم بذلك “في كل مكان، في غزة، في الضفة، في لبنان، في تركيا، وفي قطر.
وقبل أيام، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريرا يكشف خطة إسرائيل لاغتيال قادة حركة حماس في جميع أنحاء العالم … وأضافت، “أن الموساد وأجهزة الاستخبارات الأخرى، تعمل على خطط لاغتيال قادة حماس في لبنان وتركيا وقطر، وبأوامر من نتنياهو شخصيا”. وبحسب التقرير، دعا البعض إسرائيل إلى اغتيال خالد مشعل رئيس حماس في الخارج وآخرين على الفور بعد هجوم 7 أكتوبر، الذي نفذته الحركة على إسرائيل. ومع ذلك، فإن “القيام بذلك على الأراضي القطرية أو التركية كان من الممكن أن يؤدي إلى توتر أو نسف الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، مما أدى إلى تأجيل الفكرة”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”. بدورها، قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن أهداف الإغتيال تشمل ثلاثة من كبار قادة حماس داخل غزة، وهم: يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى.
نشير أخيراً، أن إستهداف قادة حماس داخل قطاع غزة أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يمكن أن يكون بشكل مباشر وعلني … لكن الأمر يشكل حرجاً كبيراً للكيان إذا أراد تنفيذ ذلك في الخارج، وخاصة في البلدان التي تربطها بالكيان علاقات وثيقة مثل قطر أو تركيا، ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية الأسبوع الماضي أن إسرائيل تعهدت لقطر بعدم اغتيال قادة حماس بالدوحة. كما أن حكومة العدو تعلم أن إستهداف قيادات حماس في لبنان أو سوريا وتحديداً الشيخ صالح العاروري يمكن أن يؤدي الى إتساع رقعة الحرب وخروجها عن قواعد الإشتباك. ولكن هذا لا يمنع أن يلجاً جهاز الموساد الى تنفيذ “عمليات أمنية نظيفة” بالمفهوم الأمني، أي القيام بعمليات دقيقة وتحقيق الأهداف من دون “ترك أثر” و تجهيل الفاعل.