تقدير موقف

نتنياهو و”فعل العاجز” … أيام الفشل.

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

 

قتل الأطفال والنساء والعجّز، وإرتكاب المجازر وتدمير الأحياء والمدن، باتت متلازمة ووصمة عار بارزة في تاريخ جيش العدو الإسرائيلي. بل تكاد تكون جزءً لا يتجزأ من عقيدة هذا الجيش الإجرامي. وهذا ما تشهد عليه مجازره منذ نشأة هذا الكيان من فلسطين الى لبنان وباقي دول الطوق.

ولكن ما يجب الإلتفات إليه، انه كلما إزداد حجم الفشل في هذا الجيش الإرهابي، وعجزه عن تحقيق أي إنجازات ميدانية أو عسكرية، إزدادت وحشيته وشراهته لأجل إرتكاب المجازر البشعة بهدف السعي للتغطية على هزائمه وفشله من ناحية، أو لتحقيق بعض الإنتقام في محاولة لأجل ليّ ذراع المقاومة، من خلال الضربات الموجعة لناسها وأهلها، وذلك على قاعدة “ان لم تقدر على الأسد فعليك بأشباله”. ونحن في لبنان، خبرنا هذا الأمر جيداً، من خلال المعارك والحروب التي خاضها مجاهدو حزب الله مع هذا العدو وآخرها عام 2006، حيث كان العدو يلجأ الى مزيد من المجازر كلما اشتدت ضربات المقاومة وازدادت صواريخها (مجاز قانا، المنصوري…).

إذن هناك متلازمة ثابتة، على قاعدة “النسبة والتناسب”، بين تراكم فشل العدو وزيادة عدوانيته، خاصة أنه كيان نشأ وقام على الإعتداء والظلم. فالظلم هو سلاح الضعيف دائماً، يقول الإمام علي بن الحسين (ع) : “ويحتاج الى الظلم الضعيف”. وبالعودة الى العدوان على غزة، نرى أن الإسرائيلي الذي بقي عاجزاً بعد مرور أكثر من أربعين يوماً على غزوه البري، حيث فشل في تحقيق الأهداف التي حددها، وخاصة رفض الحديث عن التهدئة او وقف إطلاق النار قبل عودة جميع الرهائن او الأسرى، كان يلجأ دائماً الى إستهداف المدنيين، وقصف المدارس والمستشفيات والجوامع والكنائس، لأجل إلهاء وإشغال الرأي العام عن الإنتصارات والإنجازات الكبيرة التي حققتها وتحققها المقاومة، حيث بات الحديث الغالب في وسائل الإعلام العالمية وحتى العربية، مع الأسف، هو الحديث عن المجازر والقتل، وانكفأ الحديث بشكل واسع عن تداعيات عملية “طوفان الأقصى” الكبيرة على الكيان، و صرف النظر عن فكرة ان هذا الكيان بعد “طوفان الأقصى” هو كيان خائف، جمهوره متوتر، والأهم أنه فقد عنصر القوة الأساسي الذي كان يحمي هذا الكيان خلال عقود، وهو خسارة “قوة الردع”.

في خطابه التاريخي (11-11-2023)، قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: “معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط”. هذا يعني عملياً، أن محور المقاومة يتقدم بالنقاط، وإن إنتهت المعركة عند هذا الحد، أي في حال تمديد أو تثبيت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ من صباح اليوم الجمعة، فإن قوى المقاومة سوف تخرج من المواجهة متوجة بنصر كبير لن تقتصر تداعياته على حكومة نتنياهو بل على أصل وجود الكيان. بالمقابل، عجز العدو الإسرائيلي من تسجيل أي نقطة في مرمى محور المقاومة، سواء من خلال تدمير قوة حركة حماس الصاروخية او استهداف قياداتها او حتى تحرير الرهائن عن طريق القوة العسكرية، وبالتالي يكون وضع العدو الصهوني كفريق كرة قدم خسر المباراة امام خصمه العنيد، فقام بالإعتداء على جمهور الفريق الآخر لأجل الإنتقام فقط والتغطية على خسارته. ولكن يبقى أن كل هذه الإعتداءات على الجمهور، لن تغيّر في نتيجة المباراة التي تحولت الى هزيمة قاسية للإسرائيلي وسوف تؤسس لمرحلة قادمة يُسجل فيها محور المقاومة مزيداً من الأهداف والإنتصارات.

أكرم فخر الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى