استراتيجيةرأي الصحافة

فدرالية مسرور وإقليم أبو مسرور…

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

الفدرالية هي شكل من اشكال الحكم المعروفة في النظم السياسية والتي توافق عليها العراقيين بعد 2003 لتنظيم العلاقة بين اقليم منفصل منذ تسعينيات القرن الماضي ( أمر واقع ) وبين نظام سياسي ديموقراطي يحكم العراق بعد 2003.
وهو معروف بتقسيم السلطة دستوريًا بين الحكومة المحلية وبين الحكومة المركزية بما لا يتقاطع وهوية الدولة وسيادتها ودستورها، ومن ضروريات الفدرالية هو الدستور وبقاءه السلطة العليا التي لا تخالفها الأطراف المنضوية في نظام الحكم الفدرالي وهذه القوانين او القواعد وجدت لخلق شراكة حقيقية في إدارة الحكم.
وهنا في نموذجنا العراقي نجد أن الفدرالية تاخذ شكلاً آخر مع حكومة السيد مسرور تحديداً فهي تعتمد تصدير الازمات وتحدي المواقف وفرض القناعات العائلية والإلتفاف على الاتفاقيات واستخدام وسائل الاعلام لتحشيد الرأي القومي والهروب من سوء الادارة الداخلية الى خلق أزمة سياسية مع المركز متذرعاً تارة بالمستحقات المالية وأخرى بالحدود الجغرافية للإقليم وما ازمة كركوك الا نموذجًا واضحا لتخلي مسعود عن الفدرالية .

الأهم في أمثلة المخالفات هو الدور الذي يلعبه رئيس حكومة الاقليم في السياسة الخارجية وإحراج الحكومة المركزية ومنها التهرب من اتفاقات ثنائية بين ايران والعراق، منها :ما كان بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق وبتمثيل لحكومة الإقليم السيد أحمد ريبير وزير داخلية الاقليم .
ومنها : عشرات الجلسات على مدى سنتين في بغداد واربيل وطهران والغرض منها التخلص من الجماعات الإيرانية الكوردية المسلحة المتواجدة في الإقليم والتي يتم توفير الحماية لها من قبل البارتي، اما من خلال إصدار بطاقات شخصية أو جوازات سفر عراقية ،وكذا فتح مقرات لهم او غض النظر عن معسكرات لها ضمن الاقليم وحمايتهم، هذا الامر الذي شكل ازمة سابقًا متعلقة بالقصف الايراني لإربيل، بينما الأمر شهد هذا الموضوع تقدمًا كبيرا وتعاونًا من جهه السليمانية وحزب الإتحاد الوطني الكردستاني في التخلص من مناطق التوتر واتفاق مسك الحدود المشترك كان كفيلاً في الحل.

واليوم نشهد تحركا جديدا لرئيس الإقليم وبشكل يتعارض مع الثوابت الوطنية ومخالف للدستور ويتعارض مع سياسة الحكومة العراقية في الوقت الذي تؤكد على حرص العراق على حماية سيادته وانهاء التواجد الأجنبي استجابة لرغبة الشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته بيد أننا نجد السيد مسرور يستنجد بالرئيس الاميركي من خلال رسالة فاضحة وخبيثة تنم عن خبث المقاصد وجهل في تقدير المواقف وتقييم الاحداث .

اميركا التي تشهد هزيمه على مستوى العالم وتراجعًا في التدخل بالملفات الدولية وانحسارًا واضحًا في بسط نفوذها كان الأجدر ان يتوجه الى بغداد وهو يعلم انها صاحبة القرار الاخير وقد تَلمس صدق نوايا ومواقف رئيس الحكومة السيد محمد شياع السوداني بحل كل المشاكل مع الاقليم والركون الى التسويات التي تحفظ كرامة الجميع والفصل بين المشاكل الادارية وسوء الإدارة لحكومة الاقليم وبين مواطني كردستان العراقيين الذين تحرص الحكومة المركزية على دفع رواتبهم وتأمين حقوقهم لكنها تصطدم بتعسف الادارة المحلية من خلال القوانين المحلية والإدخار الإجباري والتاخر في دفع الرواتب كل شهرين والخصم من الرواتب وعدم مساواتها لإقرانهم في بقية المحافظات العراقية وغيرها من المشاكل الاحتجاز القسري لمعارضيها التقييد الصحفي والإعلامي والهيمنة العائلية وترسيخ حكم الأبناء والاحفاد ودعم المنصات الاعلامية المناوئة للحكومة المركزية ولرموز العملية السياسية والأهم القضاء والتمرد على قراراته وإصدار البيانات والمواقف المتشنجة منه ومن ابيه ( مسعود ) وخاله ( هوشيار) ،!؟
السيد مسرور هذه الرسائل وغيرها لا نعلمها متى ولمن ؟ لن تُغني عنك شيء بل تُعقد المشهد وتقلص من دعمكم في بغداد فليس امام الحكومة والسيد السوداني إلا اتخاذ الإجراءات القانونية والسير ضمن التشريعات الدستورية فلا تضننَ أن استنجادك بالاميركي أو البريطاني وحتى الايراني سيكون شافعاً ليتجاوز السوداني القانون والدستور سبق وتحدث اليكم ووفودكم وبرعاية ائتلاف ادارة الدولة وبصراحته المعهودة وبصدقه الواضح إنه لن يتجاوز القوانين وينتظر من الاقليم الانصياع للقوانين العراقية في ملف المنافذ وتسليم الواردات او ملف النفط او في إعطاء موظفي الإقليم استحقاقاتهم وعدم الإستحواذ عليها ،
يكفي هذا القدر من العبث بمستقبل كردستان العراق والرهان على متغيرات المنطقة ويكفي تجارب برزانية وحلم دولة ابو مسرور فقد انطوى عمر أبيك السياسي والى غير رجعة مع أحلام الإنفصال استمع الى بقية القوى السياسية الكوردية الشريكة في الاقليم وتعلم منها الديمقراطية في التفاهم مع الشركاء في الوطن واحرص على الالتزام بالدستور والتنسيق مع حكومة بغداد خيراً لك من غيرها .
بغداد 2023/9/13

إعداد الباحث عباس العرداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى