المساعي الأمريكية المتجددة في الشمال الشرقي من سورية
محمد نادر العمري | كاتب وباحث سياسي سوري
يبدو إن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بترجمة مشروعها العسكري الجديد القديم، المتمثل بدمج التنظيمات المسلحة وتداخلها على شكل حزام متصل من منطقة التنف وصولاً لغرب الفرات، بعد استقدامها قوات دعم مما يسمون مجموعة الصناديد إلى الحقول النفطية في شرق الفرات لحمايتها وبخاصة حقلي كونيكو والعمر بريف ديز الزور، وطلبها من التنظيمات المسلحة في التنف الاستنفار في منطقة 55، سبق ذلك إعادة انتشار لقوات قسد على سبعة نقاط مطلة على ضفاف الفرات.
التوجه الأمريكي هذا هو ناجم عن إحدى الاحتمالات المتوقع إن تشهدها المنطقة الشمالية الشرقية من سورية:
أولاً_ السعي الأمريكي لفرض حالة الاندماج بين التنظيمات المسلحة عبر تشكيل الحزام الأمني المتصل من التنف وصولاً لحدود إدلب، من خلال نشرها مخاوف قد تكون حقيقية أو مجرد إشاعات في صفوف هذه التنظيمات لتنفيذ هذا الدمج بإشراف أمريكي، في ظل المساعي الأخيرة لاستقدام تيار واسع من جبهة تحرير الشام وضمه لهذا الحزام.
ثانياً_ قد يكون هذا التحرك الأمريكية ناجم عن معلومات استخباراتية في توجه الدولة السورية وحلفائها نحو تصعيد ميداني في منطقة شرق الفرات لدفع القوات الأمريكية من الانسحاب أو عدم السماح لها من الاستفادة حقول النفط في ظل زيادة تداعيات الحصار الاقتصادي على السوريين، وهذا الخيار ناجم نتيجة ما سربته صحف امريكية وفي مقدمتها واشنطن بوست وفورين بوليسي خلال الأشهر الثلاثة الماضية عن معلومات وصلت للقوات الأمريكية عن توجه دمشق وحلفائها لاستهداف الوجود الأمريكي شرق الفرات، الأمر الذي دفع اميركا لاستقدام أسلحة نوعية لمنطقة شرق الفرات، رافقها مناوشات جوية بين سلاحي الجو الروسي والسوري.
ثالثاً_ أما السيناريو الثالث يتجلى في احتمال إقدام الولايات المتحدة الأمريكية بتحريك هذه التنظيمات على عدة محاور بذريعة حماية مصالحها أو التصدي لمواجهة محتملة، وهذا السيناريو قد يكون بهدف عرقلة المسارات السياسية الخاصة في حل الأزمة السورية وقطع الطريق أمام المباحثات السورية التركية، والسورية العربية، أو بهدف انتقال الصراع الأمريكي الروسي إلى الجغرافية السورية.