صورة وكلمة

ذكرى انتصار تموز..عملية “الوعد الصادق”

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

يصادف اليوم الذكرى ال17 لبدء ‎العدوان الاسرائيلي على لبنان في معركة تموز 2006 والتي تمكنت من احداث تحولاً مهماً في تاريخ الصراع مع العدو. هذه المعركة كانت المواجهة الأولى بين المقاومة اللبنانية و”إسرائيل”، بعد طرد العدو من الجنوب اللبناني في العام 2000.

استمرت معركة تموز لمدة 21 يوماً، بحيث أخذت نمط الحرب العسكرية بين المقاومة الإسلامية في لبنان والعدو، دمّرت خلالها بصواريخها وطائراتها وبوارجها الحربية ومدفعيتها قرى الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية في بيروت، وكان حجم الدمار الذي خلفته هذه الحرب هائل جدا والتي تخللها اجتياح بري للعدو الصهيوني. في حين، سجلت “إسرائيل” رقماً قياسياً جديداً في ارتكاب المجازر، لكنها لم تستطع هزيمة المقاومة التي خرجت منتصرة وأقامت توازن الرعب مع العدو الصهيوني ورسخت ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام وانتهت المواجهة بانسحاب العدو بمجرد وقف إطلاق النار، على غير عادة الحروب التي خاضتها “إسرائيل”.

أهداف الحرب 

الهدف الاساسي من الحرب والمعلن عنه هو إطلاق الأسرى الإسرائيليين وعدم الرضوخ لشروط المقاومة وهذا بعدما استطاعت المقاومة الاسلامية أسر جنديين إسرائيليين في عملية “الوعد الصادق”، إلا أن قراءة الأحداث تؤكد أن الحرب الإسرائيلية على لبنان كانت معدّة منذ أشهر، ولم تعد الاسباب التي دفعت “إسرائيل” إلى خوض حربها ضدّ لبنان، أمراً غامضاً،  فـ”إسرائيل” لم تتوقف عن الحديث عنها منذ اليوم الأول لاندلاع المعارك وتتخلص الاسباب التي دفعت العدو بشن هذه الحرب على لبنان والتي تحدث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى العاشرة لانتصار تموز عام 2016.

  •  القرار في العدوان على لبنان أمريكي نفذته ‏إسرائيل.
  • شطب حزب الله من المعادلة الداخلية والإقليمية هذا لاحقا ظهر بالأهداف الذي تحدث عنها الأمريكي.
  • ‏سحق المقاومة الاسلامية، وهو الهدف الأكبر الذي كان يطمح بتحقيقه العدو الصهيوني في عدوان تموز.
  • إلحاق لبنان نهائياً بالمنظومة السياسية الأمنية لأمريكا وحلفاء أمريكا في المنطقة.
  • ترميم قوة الردع الإسرائيلية التي كانت قد تآكلت وبالخصوص بعد هزيمته عام 2000.
  • تعزيز مكانة إسرائيل إقليميا ودولياً.
  • الهدف الأكبر والأوسع هو ما أعلنته ‏كوندوليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية: ولادة شرق أوسط جديد.

نتائج الحرب

إن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ذروة المعركة، جاء ليؤكد وحدة المعركة باعتبارها حلقة ضمن صراع، تقود هذه المعركة قادته العسكرية المتقدمة، لتخرج المقاومة منتصره. في حين، أثّرت المعركة عسكريا وأمنيا وسياسيا وثقافيا ومعنويا واقتصاديا  على كيان العدو وتلخصت بالنتائج التالية:

  • اهتزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الداخل بعد هذه الحرب.
  • حالة من الانهيار والاتهامات المتبادلة بين هيئة الأركان وقادة الوحدات والقادة الجغرافيين والضباط والجنود.
  • اهتزاز ثقة القيادة السياسية بالجيش وبجنرالاته بسبب تقديراتهم الخاطئة وخططهم غير الدقيقة.
  • تراجع ثقة الجيش بالقيادة السياسية التي كانت في حرب تموز مترددة وضعيفة وخائفة ومرتبكة في اتخاذ القرارات.
  • سقوط العقيدة العسكرية الإسرائيلية والتي سقطت في حرب تموز.
  • تقييد الدور الوظيفي المباشر لإسرائيل لتنفيذ المخططات الأميركية.
  • عودة سؤال الوجود والبقاء ل”دولة” إسرائيل، في داخل إسرائيل.
  • تعزيز الردع الإستراتيجي للمقاومة في لبنان لحماية لبنان.

عملت المقاومة الاسلامية في حرب تموز الى جر الجيش الإسرائيلي لخطتها القتالية في أرض المعركة من خلال إخراج سلاح الجو وتحييده من مسرح العمليات الحربية بعد إسقاط عدّة مروحيات للعدو وتمكنت أيضاً من قصف المستوطنات والأهداف العسكرية الإسرائيلية في الجبهة والعمق حتى وصلت صواريخها إلى أبعد من حيفا، فضربت مطارات حربية في عمق شمالي فلسطين المحتلة مثل مطار “روشبينا” العسكري، وتجمع الرادارات في الشمال، وفي سفوح جبل الشيخ، وضربت تجمعاً لقطاعات “الجيش” الإسرائيلي العسكرية وهذا المقياس الأدق لإخفاق سلاح الجو الإسرائيلي.

نجحت المقاومة في حرب تموز عام 2006 في فرض معادلة جديدة وتفوّق الإرادة القتالية على التكنولوجيا العسكرية المحصنة بالمدرعات والمحمية بالطائرات والمدعومة بالبوارج. ان هذا الانتصار التاريخي والحقيقي انتصر فيه نهج المقاومة على نهج التسويات، ومفهوم الصمود على مفهوم الاستسلام، وتأكدت إمكانية الانتصار، وذلك من خلال رسم استراتيجية جديدة تفرض اعتماد طرق جديدة غير تقليدية في مواجهة الكيان  الإسرائيلي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى