قضايا مهمة تنتظر العرب في السعودية
أكّد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رخا أحمد حسن، أن القمة العربية الحالية تأتي بعد تطورات استجدت عقب القمة 31 في الجزائر على اتجاهين أساسيين وأوضح السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة في تصريحات له أن:
التطور الأول
محاولة المصالحة العربية وكانت بدايتها قوية باستعادة سوريا مقعدها بجامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن هذا القرار ينهي فترة أن هناك دول عربية استبعدت نفسها استبعاد اختياري في المساهمة بأي حل للأزمة السورية، الآن عادت إلى أن يكون لها دور في تسوية الأزمة السورية، وهذا اتضح كبداية في الاجتماع الذي استضافته الأردن بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والعراق ، مشيرا إلى أنه سيكون هناك حل للأزمة السورية “خطوة مقابل خطوة”، ومحاولة تسويتها مع الشركاء الدوليين، لأن الأزمة السورية تم تدويلها وأصبحت أزمة داخلية إقليمية دولية.
التطور الثاني
اتجاه المصالحة العربية مع دول الجوار وعودة الدول العربية لممارسة دور في حل مشكلاتها، وكان أبرزها المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران، والتي لها تأثير على الأزمة اليمنية وبالتالي أصبح هناك حديث عن بوادر انفراجة في مسار الحل السياسي للأزمة اليمنية، وايضا سيكون لها تأثير على الأزمة السورية بصورة أو بأخرى باعتبار أن إيران وروسيا هم من يقومان بدعم النظام السوري، فبلتالي يستطيعوا المساهمة مع الدول العربية في حل الأزمة السورية، وهو ما سيكون له انعكاس على الأوضاع في لبنان، لأن لبنان مرتبط بسوريا اقتصاديا وسكانيا وسياسيا، وبالأخص المصالحة مع إيران وحزب الله، فضلا عن المصالحة مع تركيا حيث أن تركيا تعيد علاقاتها مع سوريا وتحاول إعادة علاقاتها مع مصر، مشيرا إلى ان هذه التطورات جاءت بعد قمة الجزائر السابقة وفي القمة الحالية سيكون لهم تأثر على الأزمات العربية.
وأضاف:” أن القمة العربية الحالية تحمل عنوان “تدعيم العربي في حل الأزمات العربية”، لأن في اجتماعات وزراء الخارجية كان هناك لجان فرعية مثل لجنة السودان المكون من مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية، وتبحث التطورات الأخيرة في السودان وما الإجراءات المناسبة لوقف هذه الأحداث التي تضر ضررا كبيرا بالسودان وجيرانه وبالعمل العربي”.
القضية الفلسطينية
وأشار إلى أن “لجنة متابعة القضية الفلسطينية هذه اللجنة تبحث كيفية إضافة دعم للقضية الفلسطينية اقتصادي أو مالي أو سياسي أو التواصل مع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين خاصة بالاتحاد الأوروبي للاعتراف بها، مشيرا إلى أن هناك 138 دولة تعترف بدولة فلسطين. أما الشق الثاني سيتضمن السعي لدى الأمم المتحدة لحصول فلسطين على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، وليس عضوية مراقب فقط، مشيرا إلى أن هذا سيصطدم بـ “الفيتو الأمريكي” ، ولكن مع اتساع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين سيكون هناك وسيلة إقناع أن هذا هو السبيل لحل الدولتين بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الأمر يحمل بعض الصعوبات ولكن مع اعتراف عدد من دول الاتحاد الأوروبي فأنه قد يمثل ضغط على الموقف الأمريكي”.
وأوضح أن” الأزمة الاقتصادية العالمية ستكون محور رئيسي في مناقشات القادة العرب بالقمة 32 ، وبالأخص أزمة الغذاء خاصة وأن هذا الأمر مبعث قلق للدول العربية”.
وتابع أن “موضوع أزمة سد النهضة سيدرج لأول مرة بصورة دائمة، مشيرا إلى أن كل الدول العربية تؤكد حق مصر والسودان في مياه نهر النيل باعتبارهما دولتي مصب، ولكن لم يكن يدرج الموضوع رسميا على جدول أعمال جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن هذه المرة تم إدراجه فهذا تطور جديد خاصة وأن هناك دول عربية لها استثمارات وعلاقات مع اثيوبيا تستطيع أن تمارس الإقناع عليها”.
وأضاف أن “هناك الموضوع الحاضر الغائب، هو الخلاف بين المغرب والجزائر سيكون حاضر على هامش القمة ولن يتم التحدث عنه بشكل علني، مشيرا إلى أن الأمر يتوقف على مشاركة ملك المغرب هل سيشارك في القمة؟.. أم سيتمسك بموقفه الذي أطلقه في 2018 بأنه لا طائل من القمم العربية، ورفض استضافة القمة وتم نقلها إلى موريتانيا”.
وأشار إلى “أن القمة ستتناول أيضا الأزمة الليبية والأزمة اليمينة والعلاقات مع دول الجوار، مشيرا إلى إلى وجود نية عربية وتوجه عام على التوافق بعدد من الملفات المطروحه، وهذا ماظهر خلال اجتماع وزراء الخاريجة الذي لم يستغرق وقتا طويلا لان كان هناك توافق عام على كل الملفات”.