السيد رئيسي يختتم زيارته الى سوريا.. بيان مشترك للرئاستين الإيرانية والسورية
في ختام الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد ابراهيم رئيسي الى سورية بدعوة من الرئيس بشار الأسد، أصدرت الرئاستان الإيرانية والسورية بيانًا مشتركًا شددتا فيه على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية على أساس العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين، وضرورة احترام السيادة الوطنية والاستقلال والحفاظ على وحدة أراضي الدولتين وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وشدّد الجانبان على ضرورة احترام السيادة الوطنية والاستقلال والحفاظ على وحدة أراضي الدولتين وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، كما أكدا أهمية تعزيز العلاقات الثنائية من خلال استمرار التعاون السياسي والاقتصادي والقنصلي ومجالات التعاون الأخرى، فضلاً عن استمرار زيارات الوفود رفيعة المستوى بين البلدين.
الجانبان الإيراني والسوري أعربا عن استعدادهما ورغبتهما باتخاذ كل الإجراءات لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال الآليات القائمة بما فيها اللجنة العليا المشتركة، كما أكدا على التعاون القائم بينهما في ما يتعلق بإعادة إعمار سورية.
وعبّر الجانبان عن ارتياحهما للتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وأشار إلى استمرار التعاون المشترك من أجل القضاء على جميع الجماعات الإرهابية بشكل نهائي، مثمّنان دماء الشهداء الذين ضحوا لأجل انتصار سورية في حربها ضد الإرهاب. كما استنكرا بشدة الاعتداءات التي ينفذها الكيان الصهيوني على الجمهورية العربية السورية معتبرين إياها عاملًا مزعزعًا للاستقرار في المنطقة، وأكدا حق سورية المشروع في الردّ على هذه الاعتداءات بالطريقة المناسبة.
وعن استمرار احتلال الكيان الإسرائيلي المحتل للجولان السوري أدان الجانبان الإجراءات التي اتخذتها سلطات هذا الكيان المحتل، بما في ذلك قرار ضم الجولان والذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي، حيث يعتبر الجولان السوري أرضًا محتلة على مستوى الوضع القانوني، وأدانا بشدة قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بضم الجولان السوري والذي يعدّ انتهاكًا سافرًا لمبادئ الأمم المتحدة.
كذلك أدان الجانبان كل أشكال الوجود غير الشرعي للقوات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية والتي تشكل احتلالًا، وأكدا ضرورة إنهائه باعتباره انتهاكًا للسيادة الوطنية للجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها، كما شددا على بسط الجمهورية العربية السورية سيادتها على أراضيها كافة، وأدانا بشدّة الممارسات الأميركية في سرقة الموارد الطبيعية للجمهورية العربية السورية وطالبا بموقف حاسم من المجتمع الدولي لوقف هذه الأعمال.
ولفت البيان إلى الإجراءات القسرية والأحادية وغير القانونية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، والتي تعتبر انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان الدولي، معربًا عن قلقه إزاء هذا النهج الذي يلحق الأذى بالأبرياء، مؤكدًا ضرورة الإلغاء الفوري لهذه الأعمال اللاإنسانية.
بدوره، أعلن الجانب الإيراني مجددًا وقوفه الى جانب الجمهورية العربية السورية حكومة وشعبًا، وكذلك تضامنه معها في ما يخص الزلزال المدمّر الأخير في البلد. كما أدان استمرار الحصار الجائر والعقوبات غير القانونية من جانب الدول الغربية ضد الشعب السوري في ظروف ما بعد الزلزال، وأكد على ضرورة كسر هذا الحصار بشكل فوري بغية تسهيل إيصال المساعدات الدولية لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال.
وفي السياق، رحب البيان بالتطورات السياسية الإيجابية في المنطقة ولا سيما التواصل البناء بين سورية والدول العربية، والاتفاق الإيراني السعودي الذي جرى برعاية صينية، واعتبر أن هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة نحو مزيد من التطورات الإيجابية التي تخدم استقرار الشرق الأوسط، كما أكد ضرورة التضامن والتماسك بين الدول في المنطقة لمواجهة التحديات وتوفير الأمن والرفاهية والهدوء في المنطقة من خلال التعاون الإقليمي الداخلي.
وعن عودة النازحين، ثمّن الجانب الإيراني الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم في الجمهورية العربية السورية، وطالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدات المطلوبة في هذا المجال ووقف استغلال معاناة اللاجئين من قبل بعض الدول لخدمة برامجها السياسية.
كذلك أكد البيان أنّ الكيان الصهيوني المحتل هو السبب الرئيسي للأزمات وتهديد السلام والأمن في المنطقة، ورفض الإجراءات العدائية لهذا الكيان ضد المقدسات الإسلامية في القدس الشريف ومحاولاته تغيير الظروف القانونية والتاريخية لبيت المقدس، وأدان استمرار عمليات الاستيطان غير القانونية وكذلك ممارسات الاحتلال في فلسطين، واعتبر كل ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان. كما أعلن دعمه للحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال وإقامة دولة مستقلة وموحدة وذات سيادة عاصمتها القدس الشريف.
وختامًا، أعرب الرئيس الإيراني عن خالص امتنانه وتقديره لنظيره السوري الرئيس الأسد والمسؤولين والشعب السوري للترحيب الحار وكرم الاستضافة، متقدمًا بدعوة رسمية لرئيس الجمهورية العربية السورية للقيام بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.