السياسة الخارجية الروسية: تحوّل مفاهيمي
الدفاع عن مصالحنا بأي وسيلة متاحة تلقت بالفعل رسالة مهمة: إنّ للصبر الروسي حدوداً. وفق هذا المفهوم، فإنّ المهمة الرئيسة لروسيا في المرحلة الحالية هي “تحويل أوراسيا إلى فضاء واحد في جميع أنحاء القارة يسوده السلام والاستقرار والثقة المتبادلة والتنمية والازدهار”.ولكن من الواضح أنّ المهام الأكثر طموحاً هي وراء هذا الهدف الطموح. إنّ الرهان على المسار الأوراسي للسياسة الروسية ليس سوى الخطوة الأولى في إستراتيجية طويلة الأمد تمتد لعقود من الزمن لإصلاح النظام العالمي الذي يمرّ بأزمةٍ عميقة، وإكمال الانتقال من أحادية القطب إلى التعددية المركزية الحقيقية والعادلة. نحن الآن في البداية فقط، من الناحية المجازية، لمسار محفوف بالمخاطر، ولكنّه بالغ الأهمية، يقودنا إلى حقبة جديدة تكون فيها روسيا، جنباً إلى جنب مع أصدقائها وشركائها، هي التي تحدد بشكلٍ مُستقل جدول أعمال وأولويات التنمية الدولية على أساس العدل وتوازن المصالح. هذا الاتجاه الذي حدده فلاديمير بوتين هو المهمة الرئيسة التي لا رجعة فيها للمجتمع الروسي بأسره في هذه المرحلة.