الأزمة في أوروبا ودور دول جنوب الكرة الأرضية
خارج الفضاء الأوروبي الأطلسي (على سبيل المثال، في اليمن أو إثيوبيا)، بل يجب عليه أيضاً تحمل المسؤولية المباشرة عن إطلاق العنان لبعضها على الأقل (على سبيل المثال- في العراق وليبيا).كما أن التناقض الصارخ بين الطريقة التي تعاملت بها دول الاتحاد الأوروبي مع اللاجئين الأوكرانيين في عام 2022، وكيف تعاملت مع اللاجئين من سوريا قبل بضع سنوات فقط، يشير أيضاً إلى أن مبادئ معايير حقوق الإنسان الإنسانية “العالمية” التي أعلنها الغرب، هي في تنفيذها العملي، انتهازية وانتقائية ومنحازة.ثمة تفسير آخر، هو أنه في الغرب، يتم تصوير الصراع الروسي الأوكراني على أنه جزء من صدام عالمي بين “الديمقراطيات الجيدة” و “الأنظمة الاستبدادية السيئة”، وهي حملة صليبية جديدة للدفاع عن القيم الليبرالية الغربية ضد “الاستبداد الهمجي الشرقي”.ومع ذلك، فمن المعروف أن العديد من البلدان في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا لا تستطيع الامتثال الكامل للمعايير الغربية للتنظيم السياسي للمجتمع.لنتذكر أن العديد من بلدان الجنوب لم تتم دعوتها حتى لحضور القمة الافتراضية للديمقراطية التي نظمتها إدارة بايدن في نهاية عام 2021. إذاً، لماذا هذه البلدان “غير المؤهلة” في الجنوب ملزمة بالتقيد الصارم بمدونة السلوك الخاصة بهذا النادي الحصري الذي لم يُقبلوا به حتى؟ومع ذلك، فإن أهم سبب لعدم انضمام “الجنوب” إلى الغرب في محاولة عزل روسيا، هو شيء آخر. الحقيقة هي أن الغرب لا يبدو أنه مهتم بأي حال من الأحوال بإجراء حوار متساوٍ وهادف مع الجنوب لمناقشة الأزمة الأوكرانية بشكل مشترك ومحاولة إيجاد حل متوازن ومناسب لها.