خلاصات وأبعاد عدوان الكومندوس الإسرائيلي على البترون – الكاتب والباحث السياسي محمد حمية
أظهر العدوان الإسرائيلي على البترون اليوم حجم الانكشاف الأمني والاستخباراتي في كامل المناطق اللبنانية ودبموازاة حجم عجز الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية عن مواجهة الاعتداءات على السيادة والأمن القومي.
ليس فقط السياسي والإعلامي وكل الذين يتعاطون بالشأن الإعلامي والسياسي مستهدفون وفي مرمى الخطر بل كل مواطن لبناني أصبح هدفاً للاستخبارات الإسرائيلية من دون أي رادع
تواطؤ البحرية الألمانية المولجة وفق القرار 1701 مراقبة ورصد كامل الشاطئ اللبناني
يمكن أن يقول قائل إن أجهزة البحرية الألمانية والجيش اللبناني لا تلتقط الزوارق المطاطية الإسرائيلية! فهل يمكن لعاقل أن يقتنع بأن 20 شخصاً من قوة الكومندوس الخاصة البحرية الإسرائيلية يدخلون لينفذوا هكذا عملية دقيقة وكبيرة وخطيرة في عمق الأراضي اللبنانية من دون إخطار قوات اليونفيل أو بالحد الأدنى البحرية الألمانية المنتشرة في على طول الشاطئ؟ والمعروف حجم الدعم الألماني لإسرائيل في حربها على لبنان وغزة، وتمارس دوراً استخبارياً مشبوهاً في لبنان لمصلحة إسرائيل، وبالتالي لا تخاطر القوة الاسرائيلية بالدخول الى لبنان من دون إبلاغ البحرية الألمانية واليونفيل لتفادي أي اصطدام مباشر!
يتضح أن الجيش اللبناني لم يستطع اكتشاف هذه العملية ليس قبل حصولها في سياق العمل الأمني الاستباقي فحسب، بل حتى بعد حصولها بيوم كامل!
هل لا يملك الجيش اللبناني الإمكانات والوسائل اللازمة لاكتشاف هكذا نوع من العمليات؟ فلماذا لم تزود الولايات المتحدة الأميركية القيمة على الجيش بأجهزة الرصد للمياه الإقليمية؟
هذا يعني أن عملية البترون قد تتكرر بعمليات كثيرة لأهداف أخرى يرى العدو مصلحة فيها
ما يطرح السؤال التالي: من يحمي المواطنين اللبنانيين طالما أن الجيش اللبناني واليونفيل والبحرية الألمانية لم يستطيعوا القيام بمهمة الحماية؟ وهل استطاع القرار 1701 حماية لبنان؟
هذا يثبت مجدداً حاجة لبنان للمقاومة. وماذا لو لم يكن لدينا مقاومة في الجنوب؟ لكان عداد الإنزالات البحرية والبرية والجوية لا يتسع…
ربما البعض لا يعجبه هذا الأمر لكن على كل منطقة لبنانية تشكيل لجان محلية أو دفاع شعبي لحماية الأحياء والمباني من هجمات الوحدات الخاصة الإسرائيلية.
لماذا السماح بمنح العدو إنجازات مجانية يستغلها في السياسة بالداخل الاسرائيلي ويسجل نقطة له في إطار الحرب النفسية والمعنوية والإعلامية، لما تركه الخبر من هلع وصدمة في الداخل اللبناني في ظل حرب إسرائيلية شرسة ضروس يتعرض لها لبنان.
قد يقول البعض أن أمهز له علاقة بحزب الله،
هل يمكن أن يكون له هذه الأهمية وأنه ضابط في القوة البحرية كما يدعي العدو ويسكن في شاليه في منتجع في البترون؟ بمعزل عن انتمائه للحزب أم لا، فهل يجوز للعدو الدخول الى الأراضي اللبنانية وانتهاك السيادة وتهديد الأمن القومي اللبناني؟
أما الصادم فهو أن كل الذين يدعون السيادة والاستقلال العظيم وينّظرون ويحاضرون بـ”العفة السيادية” على المقاومة ويتهمون إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية لم ينطقوا ببنت شفا وابتلعوا ألسنتهم