حائط مسدود يواجه “التسوية” بين الكيان الصهيوني وحزب الله
تحدّثت وسائل إعلام عبرية، عن “حائط مسدود يواجه محاولات التوصل إلى نوع من التسوية مع حزب الله بشأن الجبهة الشمالية”، مشيرةً إلى “لقاء مهم عُقد بين الحزب والاستخبارات الألمانية”.
وأوضح مراسل الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي كايس، أنّ “نائب رئيس جهاز التجسس الألمانية نفسه أولي ديال، التقى بنائب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الشيخ نعيم قاسم، في بيروت، في جلسةٍ “لم تُسفر عن نتيجة جدية”.
إذ لم ينجح الجانب الألماني في إقناع حزب الله في الفصل بين الجبهة اللبنانية وجبهة غزة.
وأضاف كايس أنّ الشيخ قاسم رفض في اللقاء التحدث عن كل فكرة التسوية في الجبهة اللبنانية قبل وقف القتال في قطاع غزة، وأصرّ على نائب جهاز التجسس الألمانية لتفعيل الضغط على الكيان.
ونقل المراسل “الإسرائيلي” عن مصدر غربي إشارته إلى عدم وجود أي تقدم في الجهود للتوصل إلى تسوية في الجبهة اللبنانية.
في حين أنّ الجانبين غير معنيين في حرب واسعة، لكنهم يرفضون النزول من الشجرة من ناحية مطالبهم وفق المصدر الغربي.
فمن ناحية الجانب اللبناني، أكّد نفس المصدر الغربي، أنّ المفتاح للتسوية في الشمال موجود الآن في قطاع غزة ووقف إطلاق النار هناك وليس في بيروت.
يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله عملياتها العسكرية ضد مواقع وتجمعات جيش العدو الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية دعماً وإسناداً لقطاع غزة ومقاومته.
الأمر الذي كبّد الكيان خسائر كبيرة، ودفعه إلى إخلاء عشرات الآلاف من مستوطنيه في المستوطنات الحدودية.
في هذا الإطار، صرّح رئيس مجلس مستوطنة “مرغليوت” شمالي فلسطين، إيتان دافيدي، بأنّ “ما يجري حالياً في الشمال هو أنّ الحزام الأمني الذي نريده هو الآن داخل “إسرائيل” وليس في لبنان”، مضيفاً أنّ “هذا هو الأمر الأخطر”.
وأضاف أنّ “الجيش الإسرائيلي” والكابينت لا يفهمان المعادلة حالياً للأسف الشديد… متسائلاً:
هل يعتقدون أنّ الشمال أصبح هادئاً ويمكن إعادة المستوطنين إلى هناك إذا خفّف حزب الله العمليات؟.
وأردف: فربّما يعدّ حزب الله لنا أمراً نحن لا نعرفه، فكما يبدو أنّ ذلك تكتيك من جانبه.
ورأى دافيدي أنّ هدف الحزب أُنجز من دون أن يدخل في حرب واسعة، إذ إنّه أوجد حزاماً أمنياً داخل “إسرائيل”، ويُطلق النار على الشمال، ووصل اللاجئون من هناك إلى 100 ألف لاجئ… لافتاً إلى أنّ ذلك سيعيد “تل أبيب 40 سنة إلى الوراء.
في السياق ذاته، قال قائد سلاح البحر في “الجيش” الإسرائيلي سابقاً، أليعزر ماروم تشايني، إنّ: “الوضع في الشمال غير مسبوق في كل تاريخ إسرائيل”.
وأضاف: نحن نرى رفعاً للسقف في الشمال، فيوجد حالياً عدة عشرات الآلاف من اللاجئين، فيما لا يمكن أن نستمر هكذا…
مؤكّداً أنّ “إسرائيل” لم تكن بمثل هذا الوضع.. هذا غير مسبوق في كل تاريخها”.
بدوره، رأى اللواء في “الاحتياط الإسرائيلي”، غرشون هكوهين، أنّ “حزب الله نجح، عبر جهد بسيط حتى الآن، في منع الإسرائيليين من العودة إلى المستوطنات في الشمال”.
وقال للقناة الـ”12″ إنّ “حزب الله نجح، من خلال جهد بسيط، يتمثل بإطلاق بين 3 و4 صواريخ في اليوم، وعدة مسيّرات، في أن “يمنعنا من القول للإسرائيليين عودوا إلى منازلكم”، مشيراً إلى أنّ “إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين أمر صعب”.
وأضاف أنّ حزب الله “نجح أيضاً في المحافظة على عدم تدهور المواجهات إلى حرب شاملة”، موضحاً أنّ “قائد المنطقة هناك فهم، منذ البداية، أنّه في وضع دفاعي، مع قيود، بحيث إن المطلوب منه عدم التصعيد على نحو يؤدي إلى حرب شاملة”.
وشدد على أنّ ما يجري عند الحدود الفلسطينية مع لبنان هو حرب قاسية، وتستغرق وقتاً، وليس لدينا نية في أنّ تفقد منطقة الشمال قدرتها.
في سياق متصل، قالت عضو “كنيست” السابقة، عن حزب “هناك مستقبل”، نيرا شافيك:
إنّ هناك حرباً عصرية في الشمال، مؤكدةً أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان احتلت المستوطنات في الشمال من دون إدخال أي قوة، كما “احتلت” المقاومة الفلسطينية في غزّة مستوطنة “كفار عزة”، بحسب تعبيرها.