رأي الصحافة

حتمية فشل استراتيجية واشنطن في آسيا والمحيط الهادئ

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

تحدث موقع شبكة التلفزيون الصينية العالمية “CGTN” في مقال لأزهار عزام عن استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكداً أنّ هذه الاستراتيجية تتجه نحو حتمية الفشل. فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:تقبع قارة آسيا والمحيط الهادئ، في قلب الأولوية الاستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية، كونها تشكل مركز الثقل لتجميع تكتلات ضد الصين، كما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في العام الماضي.بالطبع، لم يذكر أوستن أي شيء، عن تحويل المنطقة المذكورة وغيرها من مناطق العالم، إلى كتل معادية لبعضها بعضاً، لأجل استمرار هيمنة بلاده على موارد البلدان الأخرى ونهبها. إدارة جو بايدن، تؤكد على الدوام أنها لا تريد أن تنحرف المنافسة مع الصين إلى “حرب”. مع ذلك، يواصل المسؤولون الأميركيون باتهام الصين، بممارسة سياسات إغرائية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من خلال فضح وتهميش وهم شعار “الحرية” الأميركي.ويزعم مجمع الاستخبارات الأميركية، أن الصين تهيمن على المنطقتين المذكورتين، مما يثير مخاوف وقلق الولايات المتحدة وشركائها، من توسع النفوذ الصيني، لا سيما في شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، بينما يقوم البنتاغون بتدريبات عسكرية حول الممرات المائية الدولية الحساسة.نوايا الولايات المتحدة واضحة، في حشد شركائها بذريعة الردع والحماية ضد الصين، واحتواء صعودها وتثبيت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم. وما التحول الكبير لليابان من دولة مسالمة إلى قوة مهددة، إلا إشارة على المتغيرات الجوهرية التي تحدثها واشنطن في عسكرة العالم لمواجهة بكين.كل ذلك، يعزز بشكل غيرمسبوق من تربح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، الذي يهنئ طوكيو، لخروجها عن ما اتبعته من سياسات “سلمية” منذ نهاية الحربب العالمية الثانية.على النقيض من الولايات المتحدة، فإنّ الإنفاق الدفاعي للصين بلغ 224 مليار دولار، وهو أقل باضعاف من ميزانية وزارة الدفاع الأميركية التي تزيد عن 1.7 تريليون دولار للعام 2023، خدمة لعملياتها العدوانية في مناطق آسيا والمحيط الهادئ، حيث تنشر عدداً كبيراً من المقاتلات العسكرية من الجيلين الرابع والخامس، في إطار هندسات أمنية تشمل الشرق الأوسط عبر “إسرائيل”، ومنطقة تايوان الصينية، والجبهة الأوكرانية، وربطها معا بتحالف عالمي من أجل الحرية”.”يتزايد اليوم وأكثر من أي وقت مضى، من اعتماد أوروبا الأمني على الولايات المتحدة، خاصة بعد أزمة حرب أوكرانيا. وعلى منوالها تنخرط المملكة المتحدة مع أستراليا بقيادة الولايات المتحدة، في تحالف “أوكوس”، الذي تأسس لغاية تطويق الصين وكبح مجال قوتها الحيوية.مع ذلك، فإن الاستراتيجية تأتي بنتائج عكسية. فظهور الصين كوسيط سلام بين السعودية وإيران، أدى إلى تحطم الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط، واستعادة الدول قرارتها السيادية باطار مبادرات بكين الدبلوماسية، التي تعتمد على التنمية وعدم الكيل بمكيالين وتأخذ بالحسبان مصالح كل الاطرافن على قاعدة الجميع رابح في الاستقرار والسلام. كذلك، تواجه جهود الولايات المتحدة لاستخدام الصراع في أوكرانيا، كجسر لاستعادة هيمنتها العالمية، تحدياً من قبل بعض حلفائها في الغرب والشرق، إلى جانب العديد من التجمعات الدولية والإقليمية، التي ترفض الثقة بسياسات واشنطن في أوكرانيا، وفي غيرها.يؤطر النائب الجمهوري الأميركي مايك غالاغر، (رئيس فريق الملف الصيني بمجلس النواب)، المنافسة مع الصين على أنها “صراع وجودي”. وهذا أمر مضلل وخطير ويشيرإلى حالة هستيرية تستند إلى جنون العظمة الأميركي، ويدفع بالتواصل بين البلدين إلى درك منخفض، قد تكون له عواقب وخيمة.

في الوقت الحالي، تجمدت قنوات الاتصال بين الجيشين الصيني والأميركي ، بسببب التعاطي المبالغ به من قبل الإدارة الأميركية في موضوع المنطاد الصيني. حينها وصف مسؤولو الدفاع في البنتاغون، الافتقار إلى الاتصال بين العسكريين بين البلدين بأنه “مزعزع للاستقرار وخطير”.

مع ذلك، تمضي إدارة بايدن، بتنفيذ استراتيجية الدفاع الوطني لمواجهة “التحديات الصينية”. وكجزء من هذه الإستراتيجية، تقوم بحملة منهجية يتولاها البنتاغون، في إصدار شائعات كاذبة عن أنّ الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق”، لا زالت تعاني في اقتصاداتها.

في الذكرى السنوية الأولى لاستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ، لإدارة جو بايدن، يتضح كل يوم أنّ الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة تتجه نحو حتمية الفشل. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى