هآرتس: أنقذوا الكيان من نتنياهو
كتب أوري مسغاف في صحيفة هآرتس العبرية أن بنيامين نتنياهو قرر في أعماقه تدمير الهيكل الثالث. هذا هو معنى «النصر المطلق». منذ اللحظة التي تم فيها تقديم لائحة اتهام ضده بعنوان دولة الكيان ضد بنيامين نتنياهو وآخرين، قرر قلب الامر، ليصبح بنيامين نتنياهو ضد دولة الكيان.
في مجال الاهداف لا يوجد أي فرق بينه وبين يحيى السنوار الذي أطلق سراحه من السجن وقام بتسليحه من قمة الرأس حتى أخمص القدم، ووفر له الحقائب التي توجد فيها عشرات ملايين الدولارات. كما لا يوجد فرق بينه وبين (السيد) علي خامنئي أو الحرس الثوري الايراني أو (السيد) حسن نصر الله، الذي كان أول من لاحظ حتى قبل نتنياهو خيوط العنكبوت.
نتنياهو سيتم تذكره مع ابطال الكذب مثل شبتاي تسفي، ومع مخربين ومدمرين مثل بار كوزيفا، ومع اعداء شعب الكيان الآخرين على مر الاجيال.
هناك طريقة واحدة ووحيدة لوقفه. سنذكر ما يوجد على الأجندة: حرب خالدة في الجنوب وفي الشمال، دون ترميم المناطق الحدودية وعودة السكان الى بيوتهم. دخول ايران الى الحرب. جهود ايتمار بن غفير مبعوث نتنياهو، لاشعال الضفة الغربية أيضا، ازمة اقتصادية كبيرة ومتواصلة. هرب الادمغة والقوى الديمقراطية – الليبرالية الى الخارج. المقاطعة والعزلة. وبالطبع، اهمال المخطوفين (الاسرى) التام، الاحياء منهم والاموات.
قرر نتنياهو ذلك منذ زمن، حتى في تشرين الثاني عندما رفض استكمال النبضة السادسة في الصفقة الأولى، ومن ناحيته ايضا الاخيرة. فقد عرف أن اعادة الأسرى ستؤدي الى انتهاء حكمه ليس فقط في اعقاب تضعضع حكومته بل ايضا في اوساط الجمهور بعد أن يتبين كم هم قلائل جدا الاسرى الذين عادوا من غزة، وما الذي مروا به هناك.
حاييم بيري كان على حق عندما تجادل مع الجارة في الأسر، عيدنا موشيه، وقال لها: “هذا سيستغرق سنتين”. “لماذا أنت متشائم جدا. توجد لنا دولة” ردت عليه. قال بيري الحكيم: “يوجد لنا بيبي ونحن يساريون”. بعد ذلك قتل في الأسر.
التمييز الذي قام به بيري ضروري من اجل فهم وضعنا. توجد دولة ويوجد بيبي ويوجد تصادم بينهما. عندما اتهم نتنياهو، هذا الاسبوع، وزير الجيش غالانت بـ “ارسال رسائل غير إسرائيلية” كان يمكننا الاختناق من الضحك المرير. غالانت الصقر الأمني الذي يؤيد بشجاعة وقف القتال وإعادة المخطوفين وتسوية سياسية في الجنوب وفي الشمال، هو مؤيد واضح للكيان. هكذا أيضًا الرئيس الأميركي وادارته وكل الأنظمة في الغرب.
الجميع يقفون في الطابور لمساعدتنا، لكنهم لن ينقذونا من كماشة نتنياهو. هذا فقط يتعلق بنا. البكاء والنحيب لن يساعدا هنا. اليأس لا يعتبر خطة عمل. في الأصل يوجد للنضال من أجل الرأي العام قيود وسقف زجاجي في الفترات الظلامية. صحيح أن الظروف صعبة الآن اكثر من أي وقت مضى، فرئيس الكيان اسحق هرتسوغ انتخب بفضل نتنياهو “وهو موجود في جيبه” يؤثر عليه بشكل كبير، وبني غانتس وجدعون ساعر قاما بتدمير المعارضة وهما ليسا البديل. الشرطة تم احتلالها. والمحكمة العليا ترتدع مرة تلو الاخرى من نتنياهو في لحظة الحقيقة، والقضاة في المحكمة المركزية مصابون بالشلل من الخوف.
عدد من المؤتمنين خانوا الوظيفة، بدءا من افيحاي مندلبليت وشاي نيتسان (عدم التحقيق في دور نتنياهو الجنائي في قضية الغواصات، والتراجع الدائم لملفات الآلاف). آخرون تم تعيينهم مسبقًا من أجل ذلك: مراقب الدولة متنياهو انغلمان، ومأمور الخدمة المدنية دانييل هيرشكوفيتس، والمحاسب العام في وزارة المالية يهلي روتنبرغ.
لكن يوجد عندنا مستشارة قانونية مدهشة، ووزير جيش ورئيس اركان ونائبه، ورئيس شاباك ورئيس موساد، وقائد السلاح الجو، ورئيس «أمان»، الذين هم وطنيون إسرائيليون تماما. من المحظور عليهم الاستقالة، بالعكس، يجب عليهم الخروج الآن علنا ضد نتنياهو وأن يرفضوا مواصلة تنفيذ تعليماته، وأن يطالبوا باعتباره عديم الاهلية والمطالبة باستقالته.
في الكيان لا يوجد حكم لشخص واحد، اذا اصيب بالجنون أو تشوّش عقل رئيس الحكومة يجب ازاحته من المنصب. الدولة أكثر أهمية بكثير.