كيان الاحتلال والضوء الأخضر الأمريكي .. كيف سيكون رد محور المقاومة؟
كتب حسين مرتضى ..
تتسارع الأحداث على الساحة الإقليمية بعد قيام كيان الاحتلال الصهيوني بتنفيذ عمليتي اغتيال خارج فلسطين المحتلة بفارق زمني لا يتجاوز اثني عشر ساعة الأمر الذي يعتبر بمثابة انتحار سياسي لحكومة العدو.
منذ بداية عملية طوفان الأقصى وقيام العدو الإسرائيلي بالعدوان على قطاع غزة برزت قضية وحدة الجبهات وقيام محور المقاومة بإسناد جبهة قطاع غزة في فلسطين المحتلة من خلال تنفيذ المقاومة الإسلامية في لبنان عمليات نوعية على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة إضافة لقيام القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عمليات استراتيجية في منطقة البحر الأحمر وفي عمق كيان الاحتلال كذلك الأمر بالنسبة للمقاومة العراقية ناهيك عن قيام سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم فصائل المقاومة لتثبيت إنجازاتها ميدانياً.
كل تلك التطورات أدت إلى إظهار فشل كيان الاحتلال المدعوم أمريكياً وغربياً بتحقيق أي إنجاز ميداني بإستثناء تدمير المناطق السكنية وقتل وتهجير المدنيين ومع إستمرار هذا الفشل رغم مشاركة ضباط أمريكيين بإدارة العمليات الحربية لم يكن أمام حكومة الإحتلال إلا القيام بتنفيذ عمليات اغتيال تطال قادة المقاومة داخل وخارج فلسطين المحتلة في محاولة للتغطية على خسائر كيان الاحتلال إضافة لسقوطه أمام المستوطنين حيث لم تعد حكومة العدو قادرة على حماية المستوطنين الأمر الذي سينعكس بشكل سلبي على واقع كيان الاحتلال ووجوده.
عمليات الاغتيال التي يقوم العدو الصهيوني بتنفيذها تعتمد على جمع المعلومات الأمنية الواردة من مختلف المصادر المتنوعة ومن ثم القيام بعمليات تقاطع لتلك المعلومات وبإستخدام أحدث التقنيات بما فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي ومن ثم تنفيذ عمليات الاغتيال في محاولة لإظهار الكيان نفسه بمظهر المتحكم بطبيعة المعركة.
لكن واقع الميدان يؤكد بأن محور المقاومة هو من يتحكم بطبيعة المعركة وهو من يديرها وفق المعطيات وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال يعلمون بأنهم غير قادرين على إدارة الحرب الإقليمية الحالية فكيف سيتمكنون من الدخول بحرب إقليمية موسعة.
إن الإدارة الأمريكية اليوم تعطي الضوء الأخضر لكيان الاحتلال بتنفيذ عمليات الاغتيال الخارجية تحديداً في الوقت الذي تراوغ به من أجل عدم توسعة رقعة المواجهة حيث تخشى على وجود قواعدها العسكرية في المنطقة.
لمن يتحدث عن الرد على الإعتداءات الأخيرة نقول بأن مسألة الرد قد حسمت ولم يتبقى سوى تحديد طبيعة الرد وأسلوبه وفق رؤية قادة محور المقاومة حيث من المتوقع أن يكون الرد متزامناً على كافة جبهات المقاومة وبالتالي سنكون أمام مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع مع كيان الاحتلال.