“ذا إيكونوميست”: نتنياهو محاصر ويستغل الانقسامات الإسرائيلية
تحدث تقرير في مجلة “إيكونوميست” البريطانية، بعنوان “بنيامين نتنياهو يستغل الانقسامات الإسرائيلية”، عن الدلالات العميقة للاحتجاجات الإسرائيلية، معتبرة أنّ “انتشار التظاهرات إلى بئر السبع، المدينة التي يسكن فيها نتنياهو، يظهر مدى انتشار الاستياء من الحكومة”.
وأشار التقرير إلى أنّ “ثلثي المستوطنين في بلدة بئر السبع صوّتوا، العام الماضي، لمصلحة الأحزاب اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، ولكنّ انتشار التظاهرات في البلدة يؤكد مدى حدة الاستياء من الحكومة”.
وأضاف التقرير بأنّ “الإسرائيليين الذين خرجوا إلى الشوارع، مقتنعون بأنّ التشريع يهدف إلى السماح للحكومة بمتابعة أجندة قومية، من شأنها أن تُخضع الحكم للأحزاب الدينية”، معبّرين عن “قلقهم من أن المحكمة العليا الضعيفة ستترك إسرائيل، من دون قيود قانونية فعالة على الحكومة”.
وأوضح تقرير المجلة البريطانية أنّ “انقسامات عميقة مزّقت (إسرائيل) منذ عام 1948، بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين، الذين لم يهجروا من أرضهم، وبين المستوطنين اليهود أنفسهم، بأغلبيتهم العلمانية، ومعظمهم من الأشكيناز الأوروبيين، مقابل الأقلية الأكثر تديناً”.
وبحسب التقرير، فإنّ “الأزمة الحالية تتعلق ظاهرياً بالطابع الديمقراطي للمؤسسات الإسرائيلية، وفي حقيقتها هي أيضاً صِدام بين مكونين اجتماعيين إسرائيليين: بين الأفقر والأكثر تديناً، ويمثله ائتلاف نتنياهو، مقابل المكون العلماني إلى حدّ كبير، من الطبقة المتوسطة، والتي تعدّ المحكمة العليا ضامنة للقيم الليبرالية للبلاد”.
ورداً على سؤال بشأن الحلّ المرتقب للأزمة، يقول أحد مساعدي نتنياهو إنّ “رئيس الوزراء محاصر”، وهو يدرك الآن الضرر الذي يلحق بمجتمع الاحتلال والاقتصاد، لكنّ “ائتلافه الأصولي لن يسمح له بالعودة إلى الخلف”.
ومع اندفاع تحالف نتنياهو إلى الأمام عبر تشريعات جديدة، واكتساب الاحتجاجات في مقابلها زخماً أكبر، تلوح الفوضى، بينما يحذّر الاقتصاديون في “إسرائيل” وخارجها من “إلحاق ضرر طويل الأجل بثقة المستثمرين”.
وفي غضون ذلك، تتزايد العمليات الفلسطينية، في كلّ من الضفة الغربية وشوارع القدس المحتلة و”تل أبيب”، ومع ذلك، إذا طُلب من قوات “جيش” الاحتلال استعادة الأمن، فقد يرفض الآلاف من جنود الاحتياط الحضور إلى الخدمة، بسبب الانقسام السياسي الحاد حالياً.
وأشارت مجلة “إيكونوميست” إلى أنّ ” نتنياهو ونفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق، غارقان في “تبني السردية التاريخية التي تقول إنّ تدمير الهيكل الثاني” في القدس قبل ألفي عام، حصل بسبب “القتال بين اليهود أنفسهم، وليس بسبب أعداء خارجيين”.
لكنها، لفتت إلى أنّه مع ذلك، فقد توصلا إلى استنتاجات مختلفة، إذ يرى بينيت أوجه تشابه مع الأحداث الجارية، ويتخوّف من أنّ “التحالف يؤجج الانقسامات التي تهدّد وجود إسرائيل بذاتها”، فيما “يعتقد نتنياهو أنه فقط من خلال البقاء في السلطة، مهما كان الثمن، يمكنه منع وقوع كارثة في البلاد”.
وختم التقرير بأنه “مع هذه المخاطر العالية، يبدو أنّ التسوية في الوقت الحالي بعيدة المنال”.