القرن الإفريقي: تاريخ من الأزمات المتفاقمة .. جفاف وجوع يضرب القارة السمراء
تواجه منطقة القرن الإفريقي أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من أربعة عقود، حيث شهدت كل من إثيوبيا وكينيا والصومال وإريتريا خمسة مواسم ممطرة فاشلة على التوالي.وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 37 مليون شخص في القرن الأفريقي يواجهون الجوع الحاد، ويعاني ما يقرب من 7 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية في المنطقة.كذلك يقدّر مؤشر الجوع العالمي أن ما يقرب من 52 مليون و3.5 مليون و1.8 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال، على التوالي، يجدون صعوبة في الحصول على الغذاء.وبالتالي، ليس من المستغرب أن تحاول البلدان الأفريقية تعزيز المرونة في التغذية والأمن الغذائي في جميع أنحاء القارة. لهذا السبب تم إعلان عام 2022 عام التغذية من قبل الاتحاد الأفريقي.ولدى منطقة القرن الإفريقي تاريخ في انعدام الأمن الغذائي. وهي مشكلة ليست بجديدة حيث تتفاقم المسألة منذ القرن الماضي.وفي العقد الماضي، دخلت المنطقة في أزمة غذائية مرتين، مرةً في عام 2011 ومرةً أخرى في عام 2018، واذا استمر معدل هطول الأمطار المنخفض، فمن المحتمل أن تتجدد الأزمة لموسم سادس على التوالي في أذار/مارس وأيار/مايو 2023.من ناحيةٍ أخرى، يكافح الاقتصاد في هذه المنطقة للاندماج مع الاقتصاد العالمي في الوقت الذي يواجه فيه أيضاً صدمات خارجية مثل الحرب في أوكرانيا ووباء “كورونا”.كذلك، أدّت الحرب في أوكرانيا التي تبعها حد روسيا من تصدير الحبوب عبر البحر الأحمر الى ارتفاع أسعار القمح بشكل كبير، خاصةً في البلدان التي تعتمد على كييف وموسكو في استيراد القمح.ومع ذلك يتسمر المجتمع الدولي في التلكؤ عن المسارعة إلى معالجة الأزمة في القارة السمراء.