إدلب.. جمر تحت الرماد
د. مازن سليم خضور
يعود الحديث عن جبهة إدلب من جديد بعد التصريحات الإعلامية عن بداية التحضير لعقد لقاء سوري تركي سيكون البداية لعملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية و ميدانية وبحسب معلومات صحيفة ” الوطن” الجانب التركي طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.
سبق هذا كلام للرئيس الأسد عند استقباله المبعوث الخاص للرئيس الروسي تأكيده انفتاح سورية على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سورية وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى.
تلى ذلك تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول العلاقات مع سورية بأنه لا يوجد أي سبب لعدم إقامتها وزاد على ذلك بالقول”عقدنا لقاءات عائلية مع السيد بشار الأسد في الماضي ويستحيل أن نقول إن ذلك لن يحدث في المستقبل
بل يمكن أن يحدث مرة أخرى”!
هذا في الجانب السياسي فما انعكاسات ذلك على القوى الموجودة داخل إدلب ومناطق حلب ؟
هناك صراع كبير بين تلك القوى قبل ذلك فما هو الوضع بعد تصريحات أردوغان لاسيما في ظل بعض التجمعات التي نددت بالتصريحات وعبرت عن رفضها عنها لكن ما وزن ذلك على الأرض فالقوى المتصارعة بإدلب والأكثر تأثيراً عالأرض هم هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني بالإضافة إلى المجموعات المنفصلة من المهاجرين والشيشان والأيغور والتركستان
والجيش الوطني وهم من تستخدمهم تركيا بشكل علني وتابعين لها بشكل مباشر لكن نشاطهم ونفوذهم يتركز في الريف الحلبي .
في ظل كل ما سبق الجيش العربي السوري كان قد أعد العدة ووزع العتاد ووضع الخطط العسكرية بعد أن كثف تدريباته بمشاركة القوات الروسية التي أقامت العشرات من المشاريع القتالية التي تحاكي الحرب الحقيقية وكانت بالذخيرة الحية لزيادة مهارات رجال الجيش والتدريبات طالت كل تشكيلات الجيش وخصوصا القوات العاملة على خط التماس.
هذه الاستعدادات رافقها تكثيف للطلعات الجوية الروسية والسورية واستهداف مقرات وتجمعات ومعسكرات ومستودعات تابعه لهيئة تحرير الشام وفيلق الشام .
ليبقى السؤال المطروح هو التالي ..ما بين التطورات السياسية والتحضيرات العسكرية ماهو مصير إدلب ؟