سياسة

حاخام إسرائيلي يتهم اليابان بمعاداة السامية

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت ليل الأحد 30 حزيران 2024، مقالاً بعنوان “غضب بعد أن نفت صحفية يابانية ارتكاب جرائم جنسية في 7 أكتوبر”. وتحدث صاحب المقال “ايتمار ايشنر” عن “الاتهامات المعادية للسامية” التي أطلقتها الصحافية اليابانية ميكي أوتاكا تجاه “إسرائيل”.

أوتاكا التي لما يندمل جرح شعبها منذ الحرب العالمية الثانية كشفت عن استخدام الكيان المحتل لفلسطين قنابل يورانيوم منضب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقالت ميكي
“إن الأراضي في غزة ملوثة بالفعل بالتربة المشعة. في الواقع، هناك بالفعل حالات لأطفال يستنشقون دخان قنابل اليورانيوم المنضب ويعانون من الالتهاب الرئوي والتلوث الإشعاعي والسرطان”. وتابع ايتمار ايشنر مقاله ناقلاً “كذب وافتراءات” اوتاكا وكلامها “المعادي للسامية”
على حد قوله. وتناولت الصحافية اليابانية بالفيديو الموجود على منصة يوتيوب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، مؤكدةً أن “اسرائيل” تدفع 3.5 مليار دولار لتمويل أنشطة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية عبر لوبياتها هناك حتى يمنعوا إصدار عقوبات ضد كيان الاحتلال. وقالت أوتاكا “انهم يتحكمون بالإعلام مستخدمين قوة المال”.

مقال إيشنر جاء على ضوء رسالة كان قد وجهها الحاخام أبراهام كوبر من مركز “سيمون فيزنتال” الصهيوني المتمركز في الولايات المتحدة الى سفير اليابان لدى الولايات المتحدة شيجيو يامادا. ودعى أبراهام للانتباه لما قالته أوتاكا بالفيديو المنشور على يوتيوب إذ أنها نفت هجمات حماس “الارهابية” في السابع من تشرين الأول التي وصفها بأنها “أكبر جريمة قتل جماعي لليهود في يوم واحد منذ المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية” و”قامت بتشويه صورة الدولة اليهودية ومواطنيها” على حد قوله. وقد أبدى الحاخام كوبر رعبه وخوفه من بيان الحقيقة ومعرفة الناس بالجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال، إذ جاء في نص الرسالة “السفير يامادا، نعلم جميعًا قوة وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الناس، وفي حالة السيدة أوتاكا، هناك من قد يعتبرون أقوال هذه الصحفية حقيقة لأنها تتمتع بتأثير كافٍ للكتابة بانتظام لمنشور يحمل مقالات كتبها أعضاء في البرلمان الياباني”.

كما ظهرت شدة الحاحه لإدانة الصحافية ميكي أوتاكا عبر ذكره أنها أعجبت بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي يحمل مضامين تنكر الهولوكوست وتنكر “جرائم” السابع من تشرين الاول.

الحاخام أبراهام أعرب عن قلقه من انتشار “معاداة السامية” في اليابان مستشهداً بحادثة إلغاء حجز سائح “إسرائيلي” في فندق في مدينة كيوتو. كما احتج لدى حكومة اليابان على دعوة مدينة ناكازاكي للمبعوث الفلسطيني لحضور”إحياء ذكرى حفل السلام السنوي” في التاسع من آب المقبل بمناسبة ذكرى القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على المدينة إبان الحرب العالمية الثانية، بينما لم تتم دعوة الكيان “الاسرائيلي” حتى لحظة إرساله الرسالة. وقال أن عمدة ناكازاكي اختار أن يدعو – باسم احتفالية لدعم و تعزيز السلام- السلطة الفلسطينية “التي تكافئ الإرهابيين وعائلاتهم على قتل اليهود وتشويه صورتهم” وفي الوقت ذاته تجنب دعوة “اسرائيل” صديقة اليابان و لشعب الياباني.

ختم كوبر حديثه قائلاً “باعتباري زائرًا متكررًا لليابان، فإنني أقدر منذ فترة طويلة العلاقات الطيبة بين الشعب الياباني والمجتمع اليهودي العالمي. ويحث مركز سيمون فيزنتال حكومة اليابان بكل احترام على استخدام صوتها الأخلاقي للتنديد بإنكار أحداث 7 أكتوبر وشيطنة “إسرائيل”، وضمان عدم تعرض “إسرائيل” و”المواطنين الإسرائيليين” لإجراءات تمييزية بسبب خطيئة الدفاع عن أنفسهم ضد “إرهابيين” عازمين على تدميرهم.”

ختاماً، يستغرب مراقبون كيف أن الموقف الرسمي الياباني ليس مشابهاً لما أعربت عنه الصحافية ميكي أوتاكا على أقل تقدير. فكيف لليابان صاحبة التاريخ المديد والتراث العريق أن تهبط بعد الحرب العالمية الثانية بهذا الشكل خلافاً لقيمها و موروثها وتاريخها، وبشكل مناف لروح شعبها وعنفوانه. وكيف يرتضي الشعب الياباني لنفسه العيش تحت ظل الولايات المتحدة الأمريكية رغم كل الجرائم التي ارتكبها الجيش الأمريكي به خلال وبعد الحرب الثانية. ولا يرى هؤلاء المراقبون فرقاً بين ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني على امتداد ما يقارب الثمانين عاماً بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير واتهامه بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وبين ما ارتكبه الغزاة الأمريكيون بحق الشعب الياباني خلال وبعد الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى