صحيفة معاريف: الحرب على لبنان ستقودنا لكارثة إستراتيجية أكبر من 7 أكتوبر
نقل المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن ديفيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة “معاريف” اليوم الجمعة 28 حزيران 2024، عن ضابط كبير في سلاح الجو “الإسرائيلي” قوله في رسالة بعثها الى هيئة الأركان العامة أن “شن حرب على لبنان سيقودنا الى كارثة استراتيجية أكبر من 7 أكتوبر”، محذراً إياهم من شن عملية عسكرية تجاه لبنان بأي ثمن. كما طالب الضابط – من حيث أنه مطلع على واقع الجيش – بالتوضيح للمستوى السياسي أن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لحرب متواصلة في لبنان.
بن ديفيد ذكر في مقالته أن قيادة الكيان تدرك شيئاً فشيئاً أنهم في عصر الحروب طويلة الأمد، فعلى ضوء هذا الإدراك حدد الجيش مخزون السلاح المخصص للحرب مع لبنان دون المساس به، بالاضافة الى أن عملية زيادته جارية. وقال أنه من المشكوك أن يكون هذا المخزون كافياً لحرب طويلة.
وتابع بن ديفيد قائلاً أن الجيش “الاسرائيلي” ليس جاهزاً الآن لحرب واسعة في لبنان، وليس قادراً حالياً على تحقيق إنجاز كبير مقابل حزب الله وتغيير الواقع في الشمال بشكل دراماتيكي. مؤكداً على سيناريوهين للأحداث لا ثالث لهما، فإما أن تنتهي الحرب على جبهة لبنان-إذا ما اتخذ خيار الحرب- بتسوية سيئة يتم التوصل إليها بثمن مؤلم. أو أنها ستتحول الى حرب استنزاف تشل “اسرائيل” من دون القدرة على الحسم.
لافتاً الى أن جيش الكيان – منذ تأسيسه – لم يؤهل لخوض حرب طويلة الأمد، إنما دُرب وجُهز وأُعدت خططه على أساس أنه جيش “ساحق” يحسم حروبه خلال وقت قصير. ولم يتوقع أحد في الكيان حرباً طويلة، لذلك فإن الخطط الحربية ما قبل السابع من أكتوبر 2023 كانت معدة لحرب تستمر أسابيع.
بن ديفيد ذكر في مقاله أنه زار هذا الأسبوع واحداً من مقرّين للدعم اللوجستي لجيش الكيان في قطاع غزة.
وقد رأى بن ديفيد خلال زيارته أن ثالوث (الجنود، المعدات والسلاح) قد تضرر، ناقلاً أن أكثر من 500 آلية لجيش الكيان قد تضررت خلال الحرب والعشرات خرجت عن الخدمة. وبالنسبة للجنود فهم منهكين جسدياً وذهنياً .
وفيما يخص مخزون الذخيرة فقد وصفه بأنه ” أضعف ركيزة لمثلث الاستعداد القتالي” مؤكداً أن جيشه استهلك حتى اللحظة أسلحة أكثر مما قدر في خططه بكثير، مضيفاً أن كيان الاحتلال قد اشترى أسلحة خلال الأشهر الماضية أكثر مما فعل خلال سنين خلت .
وختم بن ديفيد مقاله بأن هدف نتنياهو من خلق أزمة مع الولايات المتحدة حول توريد الأسلحة هو إيجاد الذريعة المناسبة لعدم توسعة الحرب مع حزب الله.