هل تنجح تركيا بإنقاذ نتنياهو حيث فشل الاخرون؟
ميخائيل عوض
بيروت؛ ٢٤/٤/٢٠٢٤
هزمت غزة في صناديق الانتخابات البلدية التركية حزب العدالة والتنمية هزيمة مذلة.
ادت الهزيمة الى هزة عميقه في تركيا وفي العدالة والتنمية وعند الرئيس اردوغان واستشعر خطرا على مستقبله ومستقبل حزبه.
عاد الى نغمة المتاجرة بالقضية الفلسطينية فاطلق لسانه ووصف صديقه نتنياهو بهتلر واسرائيل بارتكاب المجازر كما اقدمت تركيا على تقييد المتاجرة مع اسرائيل بالعديد من الاصناف علما ان تركيا تؤمن اسرائيل بجسر من السفن المملوكة لعائلة اردوغان كما زعمت وسائط تركية لكسر حصار اليمنيين من البحر الاحمر.
ثم بدا الرئيس اردوغان جولات مكوكية واتصالات وزيارات لاستحضار دور لتركيا.
قال؛ ان حماس مستعدة لتسليم سلاحها في حال قيام دولتين شريكة فيها.
وفي وسط خلافات اشعلها نتنياهو مع قطر وغالبا لتلميعها.
زار هنية انقرة واجتمع باردوغان ما عزز احتمال انتقال قادة حماس الى تركيا ولتعزيز مكانة ومصداقية اردوغان.
فحماس وحزب العدالة والتنمية يرتبطان بعلاقة رحم مع حركة الاخوان المسلمين.
السؤال؛ لماذا تبذل الجهود ويحضر المسرح لاستبدال قطر بتركيا في دور الوسيط ؟؟ وهل تنجح تركيا حيث اخفقت قطر؟
الرد المحكم على عدم نجاح تركيا جاء على لسان ابو عبيدة في اطلالته بمرور ٢٠٠ يوم على المجزرة.
اكد على صلابة المقاومة وصمود غزة وعجز الاسرائيلي واشاد بالوعد الايراني الصادق وثمنه. واعاد تثمين دور جبهات الاسناد والاهم تقدم بخطاب خاص للضفة وللأردن في اشارة وارهاص لا يخطئه باحث مستقبلي؛ بان المسرح الاساسي للحرب سينتقل الى الضفة وربما الحدود الاردنية وهذا ان تحقق فسيكون تطور بالغ الاهمية يكرس حقيقة ان هذه هي حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
ولم يقل كلمة واحدة ايجابية بحق تركيا واردوغان.
وبافتراض توفرت فرصة لتركيا لتلعب دور الوسيط فهل تستطيع انجاز وتحقيق الوظيفة التي عجزت عنها قطر واموالها في تذليل عقبة تمسك كتائب القسام بشروطها؟
الامر مستبعد كثيرا واهم دليل اطلالة ابو عبيدة.
اذن؛ الوظيفة المناطة بتركيا وهي مازالت عضوا محوريا في الناتو وتخلت عن غزة وحماس ولم تتخذ اجراءات جادة لوقف المذبحة هي تامين سلم لنتنياهو لا اكثر.
تبعا لطبيعة الدور والالتزامات التركية واوهام استعادة العثمانية والتورط في الحروب على العرب والعلاقات اللصيقة مع واشنطن واسرائيل المنطقي الاستنتاج ان تركيا ستحاول تامين نتنياهو وتامين إسرائيل من خلال؛
– دور في تامين الغذاء والدواء لغزة وربما هحرة الغزاوين عبر الرصيف الامريكي المشبوه الاهداف فالشراكة التركية تخفف من اتهامه وهذا يفسر لنا العودة للحديث عن سفن قافلة الحرية لإمداد غزة بالغذاء ومن غير المستبعد تظهير مسرحية اعتراض البحرية الاسرائيلي لها فقافلة الحرية السابقة شاهد حي يذكر.
– دور في ترتيبات امنية لإدارة المناطق التي احتلتها إسرائيل وعجزت عن الاحتفاظ بها وعجزت اسرائيل وامريكا وعربها عن تأمينها عبر السلطة واجهزتها او قوات قطرية ااردنية ومصرية او العشائر التي رفضت التعاون والخيانة الوطنية.
– الرهان على ان قوات وادارة تركيا لغزة المدمرة ستكون مقبولة من حماس والغزاويين وتقوم بما هو مطلوب لتامين نتنياهو ومشروعه. وفي حال سارت الامور باتجاه تعويم حل الدولتين فتتكفل تركيا بتجريد حماس وغزة من السلاح.
هل تنجح المحاولة؟؟
كل المعطيات الميدانية والوقائع والحقائق الجارية وما بلغته الحرب ونتائجها ودور تركيا وانكشاف مناورات وحقيقة الاردوغانية تفيد باحتمال الفشل الذريع ما سينعكس سلبا على تركيا الاردوغانية ويزيد في عزلتها وانكشافها على العلاقة مع امريكا والاطلسي بصفتها تابع منفذ وملتزم بالأوامر والدور المناط بها. فطوفان الاقصى العجائبية وتحولات القوة والظروف جعلت حل الدولتين حصرما رأيته في حلب.
سبق السيف العذل وقال الظرف الموضوعي وحاجته كلمته.
فالسيف اصدق انباء من الكتب.
والجاري حرب ولها الكلمة الفصل. وليس من متسع للمناورات والألعاب البهلوانية.