أكرم فخر الدين
ساعات حاسمة في غزة، بإنتظار القرار النهائي للأطراف المعنية بالمواجهة، لناحية إستئناف القتال أو الذهاب نحو هدنة جديدة لبضعة أيام وإطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين والمدنيين من الصهاينة المحتجزين لدى حركة حماس.
الأجواء الدولية، لناحية الدول المعنية بالوساطة، وخاصة الولايات المتحدة وقطر، تتجه نحو تمديد إضافي، ليس لإطلاق المزيد من الأسرى فقط، وإنما لإعطاء المزيد من الوقت بهدف إنضاج نوع من التفاهم او التسوية تضع حداً للمواجهة وتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي هذا الإطار، تحدثت مصادر مطلعة لقناة “القاهرة الإخبارية”، ان الجهود المصرية والقطرية مستمرة لتمديد الهدنة في غزة.
بالعودة الى المواقف الدولية المعنية، فقد أعلن الرئيس الأمريكي أمس، عن أمله في تمديد الهدنة وإطلاق سراح مزيد من الرهائن. بدوره رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمان آل ثاني قال :”نأمل إمكانية تمديد الهدنة إذا تمكنت حماس من تقديم قائمة بمزيد من الرهائن…”. كما اتصل وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أمس بنظيره “الإسرائيلي” يواف غالانت لمناقشة فكرة إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين لدى “إسرائيل” مقابل إطلاق حماس لسراح المزيد من الرهائن لديها.
على صعيد الأطراف المعنية بشكل مباشر، فكان البارز ليل أمس، إنعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلي لمناقشة الصفقة ودراسة إمكانية التمديد، وما رشح عن أجواء المناقشات التي بقيت سرية بحسب ما تم تسريبه عبر الإعلام العبري، تشي بأن المناقشات إيجابية لناحية القبول بتمديد الهدنة، وهذا ما عبّر عنه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بقوله إنه سيرحب بتمديد الهدنة، إذا سهلت حماس إطلاق سراح 10 رهائن إضافيين كل يوم. بدورها نوهت حركة حماس عبر تطبيق “تلغرام”، الأحد، أنها ترغب في “تمديد التهدئة وزيادة عدد المفرج عنهم من السجون”. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من حماس تأكيده إستعداد الحركة لتمديد الهدنة بين يومين وأربعة أيام.
وفي هذا الإطار، يمكن وضع مواقف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، التي نقلتها عنه وكالة “رويترز” بالأمس حول قيامه بإبلاغ رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ان إسرائيل سوف تستأنف عمليتها بكل قوة في غزة عند إنتهاء الهدنة، بأنه مجرد نوع من التهويل لا يقدم ولا يؤخر، خاصة أن كل الأجواء الدولية والإقليمية، وحتى مواقف وزراء حكومة نتنياهو تشي بخلاف ذلك.
يبقى أن نشير أخيرا، أنه بخصوص موقف الجمهور الإسرائيلي، فمما لا شك فيه أن أهالي الموقوفين لدى حماس، يواصلون ضغطهم وتحركهم، لمنع توسيع الحرب، والذهاب نحو الحل السياسي لمعالجة قضية أبناءهم. ولكن وسائل الإعلام العبرية عكست وجود جموح عام لدى الجمهور الصهيوني، وخاصة سكان مستوطنات غلاف غزة، بإكمال الحرب بهدف القضاء على حماس. وفي السياق، أشار استطلاع للرأي أجراه “معهد الديمقراطية الإسرائيلي”، أن أكثر من 90 بالمئة من اليهود الإسرائيليين يؤيدون الهدف المزدوج المتمثل في القضاء على حماس وإنقاذ الرهائن.