أسباب تأخير الإجتياح البري.. في عيون الإعلام الغربي
تأخير عملية الإجتياح البري للاحتلال إلى غزة، عقب 20 يوماً من "طوفان الأقصى" يثير التساؤلات، ما الأسباب؟
يستمر تأخير عملية الإجتياح البري للاحتلال الإسرائيلي إلى غزة، عقب 21 يوماً من “طوفان الأقصى”، بإثارة التساؤلات حول أسباب هذا التردد لدى حكومة العدو الإسرائيلي برئاسة “بنيامين نتنياهو”.. وأيضا عن مدى جاهزية جيش الاحتلال للعملية، وكذلك طبيعة أهدافها وإمكانية تحقيقها، والمخاوف من التورط داخل القطاع، وسط تقديرات بأنّ الجيش سيتكبد خسائر فادحة بالجنود.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريرا لها، يتضمن ما خلصت إليها عقب حديثها مع مسؤولين إسرائيليين وضباطاً عسكريين ودبلوماسيين أجانب، لفهم أسباب تأجيل هجوم الاحتلال الإسرائيلي البري على قطاع غزة.
وفي شرحها للأسباب، أوضحت “نيويورك تايمز”، أنّ “بعض القادة الإسرائيليين يشعرون بالقلق من أنّ الغزو قد يجرّ الجيش إلى معركة حضرية مستعصية داخل غزة، فيما يخشى آخرون نشوب صراع أوسع نطاقاً مع حزب الله”.
ويعتقد محللون أيضاً أنّ “نتنياهو” يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد، لأنّه يخشى، مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته، من أن يُلقى اللوم عليه إذا فشلت العملية”. وعقّبت بالقول، إنّ “الغموض هذا يعكس الانقسامات في مجلس الوزراء بشأن ما إذا كان يجب السماح بغزو كامل لغزة، الأمر الذي قد يدفع القوات البرية إلى معركة شاقة ضد الآلاف من مقاتلي حماس المختبئين داخل شبكة من الأنفاق، يبلغ طولها مئات الأميال”.
وذكرت مجلة “الايكونوميست” البريطانية في السياق ذاته، تقريراً شرحت من خلاله عدداً من أسباب هذا التأجيل، أبرزها:
_ العلاقات المتوترة والخلافات بين رئيس حكومة الاحتلال “نتنياهو” ووزير الدفاع “يوآف جالانت” تعوق اتخاذ القرار.
_ خشية الاحتلال عقب تحذيرات أميركية من اشتعال الصراع مع العالم العربي خاصة من لبنان، وتهديد علاقاته مع الدول العربية.
_ إمتلاك فصائل المقاومة الفلسطينية معلومات عن كل تحركات العدو، وتأكيدها على أنه “سيضحي بنصف جيشه” خاصة مع إستفادتها من الأنفاق.
_ وجود موجة يائسة من الدبلوماسية إثر إطلاق حركة حماس سراح 2 من الأسرى الأمريكان بوساطة قطرية.
كما أنّ مجلة “فورين بوليسي” الأميركي أشارت إلى أنّ الإجتياح البري سيؤدي إلى أسر المزيد من جنود الاحتلال، وأنّ ملف الأسرى يمثّل أولوية للاحتلال ولو أنه حاول إخفاء ذلك.
وأفادت المجلة بعدم توفّر معلومات استخباراتية كافية لدى الاحتلال لاستهداف أعضاء “حماس” ما يزيد خسارة الكثير من الأرواح ويصعّد كلفة الموارد البشرية.
ولفت موقع “والاه” العبري إلى “تفتّتت” ثقة المستوطنين وسط الفشل العسكري للاحتلال منذ بدء “طوفان الأقصى” ما يشكل سبباً آخر للتردد.
كلّ تلك الأسباب المطروحة لدى الاعلام الغربي وإعلام العدو، كافية بالنسبة القادة الإسرائيليين لترددهم من اتخاذ قرار “مهيب”، بالنسبة إليهم، فقد أصبح الجيش الذي “لا يقهر”، المدعوم غربيا، والمطبَّع معه عربيا، متآكلاً من الداخل، وعاجز عن تنفيذ اجتياح عسكري برّي جديد..