“هآرتس”: “الجيش” يخشى “تكتل الساحات”.. والواقع لن يتغير بعد انتهاء عدوان جنين
ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنّ “ائتلاف اليمين” في كيان الاحتلال، يتفاخر بالعملية العسكرية في جنين، معتبراً أنّها “خطوة ستغيّر الوُجهة” في الصراع ضد فصائل المقاومة.
لكن القيادة العليا في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، لها رأيٌ آخر، وفق الصحيفة، إذ يتطلع “الجيش” لإنهاء العملية “بسرعة نسبية، خشية أن يؤدي القتال المستمر إلى ارتفاعٍ في عدد الخسائر، ومن ثمّ إلى تصعيد في ساحات أخرى”.
ورأت الصحيفة أن جزءاً من الحاجة لإنهاء العملية “بصورة سريعة نسبياً، ينبع من الخشية من تعقيدات في ساحات أخرى، خاصةً أنه منذ مطلع السنة، يُكثر الحديث في المؤسسة الأمنية والعسكرية عن خطر “تكتل الساحات”، في الوقت الذي يمكن فيه “لحادثةٍ في القدس أو في الضفة، أن تكون لها تداعيات قصفٍ صاروخي من القطاع أو من سوريا ومن لبنان”.
كذلك، يوجد خشية لدى الاحتلال، وفق “هآرتس”، من محاولات “هجماتٍ انتقامية إذا ارتفع عدد الخسائر الفلسطينية في المعارك في جنين”، سواء كانت هذه الهجمات، “بواسطة إطلاق قذائف صاروخية، أو بهجمات منفردة”.
وتابعت الصحيفة بالقول، إنّه “من الأفضل لأعضاء ائتلاف اليمين، تعديل توقعاتهم”، إذ تتحدث قيادة “الجيش”، عن العملية “بمصطلحات مختلفة كلياً عن مصطلحاتهم”.
وأضافت: “إنها عملية محدودة في الوقت والأهداف، ولا يوجد لدى المستويات المهنية في المؤسسة الأمنية والعسكرية أي أوهام بأنه سيتحقق بهذه العملية، تغييرٌ أساسي في الواقع الأمني”.
ولفتت “هآرتس”، إلى أنّ “جيش” الاحتلال، “لم يرِد عملية واسعة” شمالي الضفة الغربية. كما أن قيادة الأركان، فضّلت مواصلة عمليات الاعتقال داخل المخيم، وفي مدينتي نابلس وجنين، لكن تراكم عمليات المقاومة، وقتل الإسرائيليين ومهاجمتهم، “أدّى إلى ضغط شديد على حكومة بنيامين نتنياهو”.
وذكّرت الصحيفة، بأنه منذ مطلع السنة، قُتل 28 إسرائيلياً، وفي نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، وقع “أحد أصعب الهجمات”، حين قتل أربعة أشخاص في محطة الوقود عند مدخل مستوطنة “عيلي”.
وفوق إطلاق الرصاص ورمي الحجارة والزجاجات الحارقة ، حذّر جهاز “الشاباك”، من تحسّن في مستوى العبوات التي تُصنع في جنين، “خاصةً أنّ الفلسطينيين نشروا مقطع فيديو عن تجربة إطلاق قذيفتين صاروخيتين من جنين نحو الداخل. كما ثارت خشية من استخدام مسيّرات متفجرة”، تابعت “هآرتس”.
ورغم أنّ الناطق باسم “جيش” الاحتلال، العميد دانييل هغاري، أوضح في حديثٍ مع صحفيين، صباح أمس، أنّ العملية ستركز على “توغلٍ لوائي إلى المخيم بهدف ضرب أو اعتقال مسلحين، إلى جانب كشف وتدمير وسائل قتالية ومقار قيادة ومخازن”، إلا أنّ الائتلاف، وفق “هآرتس”، سيكتشف عندما ينتهي من “التزلّف” لنتنياهو بسبب قرار الاقتحام، بأن “العملية انتهت، ولم يتغير الكثير”.
وذكرت الصحيفة، بأنّ إحدى المصاعب الماثلة أمام “الجيش” الإسرائيلي، “تنبع من التجربة العملياتية المحدودة نسبياً للجنود في قتالٍ من هذا النوع.