كيان الاحتلالنقطة ساخنة

تحليل عسكري لعملية أخذ العدو 4 من اسراه من المقاومة في مخيم النصيرات

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

م. الوليد صالح
…………………………….

■ توصيف العملية:

عمل استخباراتي تكتيكي وتوصيفها بانها غارة ( عملية خلف الخطوط ).

■ هدف العملية :

تحرير اسرى من المقاومة.

■الجهات المنفذة :
– المخابرات الامريكية + قوات خاصة امريكية + البحرية الامريكية.
– قوات الشاباك المتمثل بوحدة العمليات.
– جهاز الشرطة للعدو الاسرائيلي متمثل وحدة المهام الخاصة يمام (‏بالنسبة لوحدة يمام الخاصة؛ هي وحدة شرطية تابعة لحرس الحدود الصهيوني،،وهي منافس قوي للوحدة العسكرية سيرييت متكال،وقد حصلت يمام على الوكالة الوطنية لمكافحة الارهاب عام2019 إبان اخفاق وحدة سيريت متكال في خانيونس 2018).
– قوات جيش العدو المتمثل بلواء جفعاتي عبر الكتيبتان 424 ( شاكيد ) و 435 ( روتيم ) + القوات الجوية للعدو الاسرائيلي+ وحدة شيطيت 13+ لواء كفير.
– مجموع قوات العدو المشاركة من الولايات المتحدة والعدو الاسرائيلي عدة مئات حسب اعلان المتحدث باسم جيش العدو الاسرائيلي ( دون تحديد نسبة مشاركة الولايات المتحدة ) ولكن غالبا كانت القيادة امريكية للعملية بسبب اعلان الولايات المتحدة ان وحدتها الاستخبارية حددت مكان الاسرى.

■ تسمية العملية:

بذور الصيف وتم اختيار هذا الاسم ليكون في جزء منه حرب نفسية انه يوجد عمليات اخرى في الصيف وفي جزء منه رسالة لمجتمع العدو الاسرائيلي أن جهد العدو قد انتج شيئا.

■ تفاصيل العملية :
1- المرحلة الاولى:

تمكن العدو عبر عملائه ( يحتاج هكذا عمل استخبارتي لعملاء على الارض مهما كانت وسائل التجسس والرصد متقدمة ) على الارض من تحديد مكان الاسرى منذ عدة اسابيع وذلك عبر المخابرات الامريكية بواسطة الخلية الاستخبارية التي شكلتها الولايات المتحدة بعد 7 تشرين أول ولهذه الخلية عملاء على الارض وتقنيات تكنولوجية متقدمة ومن ثم تم التمويه على العملية عبر عدة مراحل منها ادعاء ان الرصيف البحري الذي قامت الولايات المتحدة بإنشائه بانه قد تعرض للتجرف من قبل المياه وهذه كانت البداية للتخطيط للعملية او لتأجيل العملية لوقت لاحق بسبب قيام الجهاز الأمني للمقاومة ( جهاز المجد) بتنقيل الاسرى ومن ثم قام العدو بالاعلان عن استكمال السيطرة على معبر فلادلفيا محاولا تركيز أنظار قيادة المقاومة على معركة رفح ثم القيام بهجوم من الجانب الجنوبي-الشرقي لدير البلح، للتغطية على العملية التي سوف تتم لاحقًا من الشمال في المنطقة الوسطى كما قام العدو بعملية تضليل اعلامي سياسي عبر اعلان ان بني غانتس سيقدم استقالته بنفس اليوم عبر مؤتمر صحفي ثم تم الاعلان ان الرصيف البحري المسمى بالانساني اصبح جاهز وهذا مؤشر ان العملية قد تم تحديد زمانها وتفاصيلها.

2- المرحلة الثانية :
– تم احتجاز الاسرى في مبنيين في قلب مخيم النصيرات للاجئين، مع عائلات من غزة، في مكان تحرك فيه الجيش بين الموقعين بمئات الأمتار قرب مستشفى العودة.
– دخلت قوات العدو الى موقع الاسرى مموهة بشاحنات مساعدات انسانية وهاجمت مكان الاسرى والقوة المهاجمة كانت اليمام.
– تم نقل الاسرى من شقة إلى أخرى مؤخراً، وأصيب القائد زامورا في اشتباك بالمنزل مع الاسرى الثلاثة، ثم تعرضت سيارة الإنقاذ لإطلاق نار كثيف.
– دافعت وحدات المقاومة عبر هجومها على قوات العدو حال اكتشافها من الأزقة بقذائف آر بي جي ورشاشات، وقام سلاح الجو بقصفهم بالأسلحة من مسافة عشرات الأمتار عن القوات.
– في هذه اللحظة انطلقت تعزيزات من 3 ألوية: اللواء السابع مظليين وكفير مع شيطت 13 وجفعاتي للقتال لعزل الساحات
– على غير العادة، تمركزت مروحيات تابعة لجيش العدوفي عمق قطاع غزة لإنقاذ الجنود والاسرى.
– استمرت العملية نحو ساعة، وقبلها شملت لوحدة اليمام “شبهت بالتحضيرات لعملية عنتيبي”، بحسب جيش العدو.
– إنقاذ أرغاماني كان سريعاً (حسب توصيف قيادة جيش العدو) وانتهى في دقائق معدودة، وكان إنقاذ المختطفين الثلاثة الآخرين معقداً واضطرت القوات إلى التنقل أثناء القتال لفترة طويلة.
– قامت القوات الجوية للعدو وقوات مدفعيته بقصف عنيف لمخيم النصيرات لتغطية انسحاب قواته مما ادى لاستشهاد العشرات من المدنيين اغلبهم من الأطفال واخر حصيلة للشهداء بلغ 272 شهيد مما يدل على عنف المعركة التي خاضتها وحدات المقاومة وجهاز حماية الاسرى ضد قوات العدو الاسرائيلي.
– انسحبت قوات العدو من النصيرات باتجاه الرصيف الامريكي العائم وتم الاخلاء عبره ( حسب وسائل اعلام العدو ) وهو قريب جدا من الرصيف العائم وهو الاكثر منطقية عسكرية على الرغم من التصريح المتأخر للولايات المتحدة بنفي ان الاخلاء تم عبر الرصيف البحري لكي تظل تضلل ان الرصيف انساني وليس عسكري.
– المرحلة الثالثة : الاستمثار الاعلامي والسياسي للعملية عبر تضخيم العملية ومحاولة تحقيق عدة أهداف منها حرب نفسية على البيئة الحاضنة للمقاومة ورسالة للجبهة الداخلية للعدو الاسرائيلي ان المعركة طوال تسع اشهر قد نتجب عن شيء ايجابي بالاضافة لمحاولة اليمين الاسرائيلي بالاستمثار السياسي للعملية لغايات انتخابية.

■ تحليل العملية :

يدل العدد الضخم الذي قام بالعملية على قدرات المقاومة الكبيرة وخوف العدو من المقاومة، كما ان العملية التي حدثت بعد تسعة اشهر من الحرب تظهر الجهد الكبير الذي قام له الجهاز الخاص للمقاومة في حماية الاسرى ولانها حرب يعني انها سجال يحدث فيها انتصارات ويحدث فيها انتكاسات وهذا طبيعي جدا خصوصا مع الفارق الكبير بين القوتين، وعلى الرغم من انها المرة الثانية التي ينجح فيها العدو بأخذ اسرى لكن ايضا جرت محاولات سابقة فاشلة وتمكنت وحدات المقاومة من احباطها، كما ان هذه العملية ستكون موضوعا للدراسة من قبل القيادة العسكرية والامنية لكتائب القسام وكل الفصائل بهدف استخلاص الدروس ووضع الحلول لتفادي الثغرات.

■خاتمة:

الحرب لم تكن عبر التاريخ دائما لمصلحة طرف فقط ولنا في رسول الله ( ص ) مثال عندما تعرض المسلمون لنكسة معركة أحد وغزوة حنين في خلال الحرب بين المسلمين بقيادة النبي الأكرم والمشركين رغم تفاوت القدرات، والمهم هنا هو التعلم المستمر وعدم انكسار روح القتال، بالاضافة ان هذه العملية هي عملية تكتيكية اثرها سيظل محدود رغم محاولة العدو لاستثمارها قدر الامكان والعبرة في الخواتيم وسيكون النصر للمقاومة بإذن الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى