تحليل عسكري للرد الايراني ( الوعد الحق )
اعداد وتحليل : م. الوليد صالح
…..
1- الموقع الجغرافي :
تبعد فلسطين المحتلة حوالي 1100 كم عن ايران، وبالتالي مسافة القصف الصاروخي تترواح بين ( 1100 كم و 1500 كم ) حسب موقع قاعدة القصف وموقع الهدف المستهدف وحسب المسار المتبع، وهذا البعد الجغرافي الكبير يعطي اريحية كبيرة للعدو الاسرائيلي بالاضافة لامتلاكه انظمة دفاع جوي متطورة ومعززة بالاقمار الصناعية ويضاف ايضا وجود قواعد للولايات المتحدة في الاردن والعراق والسعودية والكويت والتنف في سورية يمكنها ان تعمل بالحد الادنى كمركز انذار مبكر.
2- الاستعداد العسكري للعدو الاسرائيلي:
قام العدو الاسرائيلي منذ ان شن هجومه على القنصلية الايرانية في دمشق برفع الجهوزية القتالية واستنفار قواته الجوية والدفاع الجوي واستدعى قوات من الاحتياط لهما، كما قامت الولايات المتحدة برفع الجهوزية القتالية لقواتها في قواعدها العسكرية في المنطقة كما قامت باستقدام سفينة مختصة بالدفاع الجوي الى سواحل كيان العدو للمساعدة في الدفاع عن الكيان امام الرد الايراني، مضافا للقواعد الامريكية وجود القوات البريطانية والفرنسية.
3- الحرب النفسية:
– قام رئيس وزراء العدو بالتصريح اكثر من مرة بانه في حال هاجمت ايران اسرائيل انطلاقا من ايران فان اسرائيل ستهاجم ايران
– صرح بايدن اكثر من مرة أن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية كيان العدو.
– قام الاعلام العبري والاعلام الناطق باللغة العربية التابع للولايات المتحدة بنقل تصريحات ( متفق عليها بين اسرائيل وامريكا) عن توقع الضربة الايرانية لهذا اليوم وبان القوات الامريكية والاسرائيلية جاهزة، ومن ثم في اليوم التالي يقوم نفس الاعلام بتوقع الهجوم الايراني في نفس اليوم، والغاية هي محاولة التشويش على القادة العسكريون الايرانيون ومحاولة تأخير الرد الايراني قدر الامكان.
– قام الاعلام الناطق باللغة العربية لبعض الدول المطبعة بالاستهزاء من القدرات الايرانية وتوقع ان الرد سيكون ضعيف.
4 – العملية العسكرية للعدو الاسرائيلي:
تولت القوات الامريكية عملية ادارة الدفاع عن كيان العدو امام القصف الايراني عبر ادارة السيطرة النارية لمختلف انظمة الدفاع الجوي وهي المكونة من ثلاث طبقات ( قريبة، متوسطة، بعيدة ) :
● أنظمة الدفاع الجوي الاسرائيلي وهي حيتس 1 و 2 و 3 ومقلاع داؤود.
● انظمة الدفاع الجوي الامريكية وهي بطاريات الباتريوت وثاد والمنتشرة في فلسطين والاردن والسعودية والكويت والعراق.
● الرادارات الفرنسية والبريطانية
● الطيران المقاتل الاسرائيلي والامريكي والاردني والبريطاني.
● شبكات الاقمار الصناعية.
5- الضربة الايرانية:
– لم يتسرع القادة العسكريون للحرس الثوري في الرد كما لم يستخدموا الطريق الاسهل وهو استهداف كيان العدو من القوات الايرانية في دول المنطقة او من حلفائها حيث لايوجد بعد جغرافي يذكر وبالتالي لايمكن لانظمة الدفاع الجوي ان تتصدى للصواريخ بفعالية، وكان قرار القيادة الايرانية للقوات المسلحة بالرد من داخل ايران لعدة اسباب منها اثبات ان ايران قادرة عن الدفاع عن نفسها بقدراتها الذاتية وليس من حلفائها وايضا انها تمتلك قدرة عسكرية كبيرة تمكنها من الضرب على مسافات بعيدة.
– لم يتسرع القادة العسكريون الايرانيون في الرد كنوع من التأثر بالتصريحات الامريكية الاسرائيلية اليومية بل اخذوا وقتهم في اختيار الاسلحة المناسبة ووضع التكتيك المناسب والتجهيز لجولات متعددة.
– قام الحرس الثوري قبل يوم بأسر سفينة اسرائيلية من مضيق هرمز واقتيادها لايران من دون ان تجرؤ القوات الامريكية على التدخل وكان هذا الاجراء لاعطاء رسالة أنه في حال تطورت الامور لحرب فان مضيق هرمز سيتم اغلاقه.
– التكيك المتبع: بدء الهجوم الايراني من محافظتي كرمنشاه وكردستان الايرانيتان عبر موجتين متلاحقتين من الطيران المسير بفارق 30 دقيقة بانواع مختلفة بمجموع 180 مسيرة وارتفاعات مخالفة ومسارات مختلفة ( مسار اول : ايران – العراق – الاردن – فلسطين
مسار ثاني: ايران – العراق – سورية – فلسطين
او عبر مسارات مكونة من المسارات السابقة ) والهدف زيادة التعقيد امام قوات الدفاع الجوي للقوات المذكورة سابقا، ثم اردف الحرس الثوري الموجتين السابقتين بموجة من الطيران المجنح الذي يطير بالقرب من سطح الارض ( كروز ) بعدد 36 صاروخ، والهدف كان اشغال واستنزاف قدرات الدفاع الجوي للعدو وعند اقتراب الطيران المسير من فلسطين المحتلة قصف الحرس الثوري عبر موجتين متلاحقتين بصواريخ باليستية أرض – أرض فرط صوتية وغالبا كانت من نوع خيبر الذي يصل ل 2000كم وبوزن راس متفجر 1.5 طن، بمجموع 150 صاروخ، ويمكن القول ان القوات الايرانية لم تستخدم احدث التكنولوجيا العسكرية عندها لاعتبارات عديدة منها تركها للجولات القادمة فيما لو حدثت فالصراع مستمر.
تمكنت القوات الامريكية والاردنية والاسرائيلية والبريطانية والفرنسية من اسقاط العشرات من الطيران المسير فوق الاردن ولكن الكثير من الطيران المسير والصواريخ وصلت لفلسطين المحتلة وهذا ماوثقته الفيدوهات التي صورها الشعب الفلسطيني في مختلف انحاء فلسطين المحتلة والتي بفضلها تم تجاوز الرقابة الاسرائيلية على الاعلام وقد عرضت الكثير من الفيدوهات انقضاض الصواريخ والطيران المسير على اهدافها بما يكذب الرواية الاسرائيلية بالتصدي ل 99 % للقدرات الايرانية فوق الاردن.
كما يؤكد صحة وصول القدرات الايرانية لاهدافها عمل انظمة الانذار 720 مرة خلال الهجوم.
– النتائج : تدمير قاعدة رامون ونيفاتيم الجويتان في النقب جنوب فلسطين والتي انطلق منهما العدوان على القنصلية ويحتويان على طيران F15 وتدمير مركز استخباراتي متقدم. للعدو في جبل الشيخ بالجولان المحتل.
– التوقعات : الكرة اصبحت بملعب العدو الاسرائيلي فايران مستعدة للتصعيد وصولا لاغلاق مضيق. هرمز وتنفيذ ضربة الزهراء الصاروخية المقدرة ب 10 آلاف صاروخ على كيان العدو كما ان عمقها الاستراتيجي اصبح قادرا على تحمل اي ضربة وتوجيه ضربة مضادة اقوى، والعامل الرئيسي في ذلك اعتمادها على الذات في الصناعات العسكرية وصولا للاكتفاء الذاتي.