زيلينسكي يحذر الولايات المتحدة من عدم تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا
حذر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي السبت، الولايات المتحدة من أنه سيتوقف عن اعتبارها شريكا استراتيجيا لأوكرانيا إذا لم تقدم حزمة مساعدات عسكرية جديدة.
ووصف المساعدة الأمريكية بأنها حيوية لأوكرانيا، مؤكدا أنه لا يوجد بديل عنها. وقال في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني: “نحن نعتمد بشدة على قرار إيجابي من الكونغرس، هذه الحزمة ذات أهمية حيوية بالنسبة لنا. نحن لا نفكر في بديل اليوم، لأننا نعتمد على الولايات المتحدة كشريك استراتيجي لنا، وأنها ستبقى شريكا استراتيجيا”.
وأضاف: “إذا كنا نتحدث عن بديل (عن الولايات المتحدة)، فهذا يعني أنها ليست شريكنا الاستراتيجي. ولهذا السبب لا أفكر في مثل هذا البديل”.
ويأمل الرئيس الأوكراني أن تحافظ الولايات المتحدة على موقف حليف تجاه كييف، وأضاف: “هل أعتقد أن هذا موقف غادر؟ كلا، لأنني لا أعتقد أن شريكنا الاستراتيجي يمكنه تحمل عدم دعم أوكرانيا. أعني أنني لا أرى فرصة لشريك استراتيجي لاتخاذ مثل هذا الموقف”.
وتابع: “نرى التحديات الانتخابية والداخلية والسياسية، لا أريد التعليق عليها، فهذه عمليات داخلية للولايات المتحدة والشعب الأمريكي. لكنني أتوقع أن يظل موقف الحليف محفوظا”.
وأشار زيلينسكي أيضا إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا عقدتا جولتين من المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية لكييف، موضحا: “فيما يتعلق بالضمانات الأمنية، فإن فرقنا تعمل، وقد عقدنا جولتين من المفاوضات. وأنا متأكد من أنه سيكون لدينا وثيقة قوية للغاية مع شركاءنا، لكننا اتفقنا على أنه يجب علينا التركيز على ما هو مطلوب الآن.
وأضاف: “لذلك، نحن نركز على العمل مع الكونغرس الأمريكي (حول اعتماد حزمة مساعدات جديدة)، وبعد ذلك سننتقل إلى الضمانات الأمنية”. ورفض الإجابة علنا على سؤال حول ما سيقوله لأعضاء الكونغرس الذين يعرقلون تخصيص المساعدات لكييف في الولايات المتحدة.
وتلقى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، مشروع قانون للنظر فيه يقضي بتخصيص أموال لمساعدة أوكرانيا والكيان الصهيوني دون مخصصات جادة لتعزيز أمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، ودعا الرئيس جو بايدن الكونغرس إلى الموافقة على تمويل أوكرانيا، وقال إن عدم القيام بذلك يرقى إلى مستوى “الإهمال”.
وتحاول الإدارة الأمريكية تمرير تشريع بشأن المساعدات الأمنية لمختلف الدول، بما فيها أوكرانيا، منذ أكتوبر الماضي، حيث طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس المصادقة على تمويل بحجم 106 مليارات دولار، لكن الخلافات بشأن أمن الحدود ومحاربة الهجرة عطلت التشريعات حول تمويل مساعدات إضافية لأوكرانيا حتى الآن.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، في وقت سابق، أن إمداد الغرب لكييف بالأسلحة والمال والمرتزقة والمستشارين العسكريين الأجانب، لن يساعدها على هزيمة القوات الروسية.
وقد تلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية كبرى، إذ بلغ إجمالي حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية 113 مليار دولار، من بينها 60 مليار دولار على شكل مساعدات عسكرية.