مقالات

ماذا سيطلب النظام الرّسمي العربي من الفلسطينيين؟

الهُذيلي المَنصَر /جامعي وباحث في الشؤون العربية والدولية - تونس

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

سيطلب النظام الرّسمي العربي من الفلسطينيين ببلاغة كاذبة التفريط في حقوقهم والإمتناع عن مقاومة مُحتلّيهم بتسليم أسلحتهم، طبعا سيُخوّفونهم بترامب ومشاريعه المُعلنة : ترحيل الفلسطينيين ووضع اليد على غزّة وتحويلها مشروعا إستعماريّا.

 

في خلفيّة مطالب العرب من الفلسطينيين حقيقة مُرّة: هم متعهّدون منذ زمن بالدّفاع عن “إسرائيل” والتصدّي لما يُزعجها ومن يُزعجها،  ليس صحيحا أنّهم يخطّطون لدولة فلسطينية حتّى إذا كانت دولة قليلة قزمة وليس صحيحا أنّهم سعوا ويسعون في عودة لاجئين. كلّ الديبلوماسية التي كانت منذ 48 كانت ديبلوماسية كاذبة مُنافقة.

 

النّخب العربية بين مال وإدارة وسياسة وعسكر وثقافة بنت مصالح ضخمة مع الصهيونية والإستعمار، هذه النّخب لا تهتمّ كثيرا إذا أُبيد الفلسطينيون وإذا ضاعت حقوقهم ومعها القُدس، نُخبٌ فاسدة عابدة للمال مُنبتّة خانعة جبانة،  كلّها للحفاظ على مصالحها سَتقايُض شعوبها، ستقول لها إذا لم تضع فلسطين ستضيع مصر وستضيع الأردن وستضيع أموال الخليج. هذا يعني أنّ العرب على أتمّ الإستعداد لإنجاز ما عجزت “إسرائيل” عن إنجازه وما عجزت أمريكا عن إنجازه بالبطش وبالتوحّش.

 

الأملُ بعد الله في الشعوب ووعيها، شعوب يُضيّعونها بين علي ومُعاوية ويفتنونها ويشتّتون إنتباهها. يمرّ العرب والمسلمون بمنعطف حادّ ودقيق وخطير،  ما كنّا لنكون في الذي نحن فيه لو حافظت مجتمعاتها على تجذّرها في هويّتها وثقافتها وبنت منظوماتها على ميرثها الروحي والأخلاقي، مجتمعاتنا تتركّب منذ قرون لتخنع وتسلّم وهي إذا فرّطت في فلسطين تفرّطُ في كلّ شيء فأطماع الصهيونية والإستعمار تتجاوز جغرافيا فلسطين إلى كلّ الجغرافيا العربيّة والإسلاميّة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى