والأوسكار يذهب إلى… البنتاغون!

كتبت Ashley Gate مقالة نشرت على موقع Responsible Statecraft أشارت فيها إلى ان العديد من الأفلام التي ستتنافس على نيل جائزة الأوسكار يوم الأحد المقبل (عندما يقام حفل توزيع الجوائز)، ما كانت أنتجت من دون دعم المؤسسة العسكرية الأميركية.
وأشارت الكاتبة إلى ان البنتاغون ساهم في إنتاج أكثر من ٢٥٠٠ فيلم وبرنامج تلفزيوني حربي، وإلى انه لا يزال يساهم بمعدل سبع مشاريع أفلام وأكثر من تسعين مشروع من الأفلام القصيرة والبرامج التلفزيونية كل سنة. كما لفتت إلى ان المدعو Roger Stahl الذي يرأس قسم دراسات الاتصالات والذي هو منتج وثائقي “مسارح الحرب”، لفتت إلى انه حسب توقعه، فإن نسبة تتراوح بين ثلث ونصف الأفلام الضخمة تلقت دعم عسكري.
كذلك تابعت الكاتبة بأن هناك تقرير جديد أعده مشروع “أثمان الحرب” (Costs of War)، سلط الضوء على الأشكال العدة التي يجري من خلالها غمر الاميركيين بمشاريع ثقافية تروج للقوة العسكرية. وأضافت بان التقرير يفسر كيف يساهم الشعب الأميركي من دون قصد بتمويل الحملة الدعائية العسكرية التي ترتدي لباس الترفيه.
هذا وأشارت الكاتبة إلى ان ميزانية الفيلم عادة ما تتراوح بين ٥٠ و١٥٠ مليون دولار، بينما تبلغ قيمة طائرة واحدة من طراز F-35 ما يزيد عن ٨٠ مليون دولار. وعليه نبهت إلى ان منتجي الأفلام لا يستطيعون تحمل تكلفة وتشغيل الطائرات العسكرية والدبابات وحاملات الطائرات دون دعم مالي كبير من البنتاغون. كذلك قالت ان الشراكة مع البنتاغون يسمح لاستوديوهات التصوير بالاستفادة من التكنولوجيات والموظفين لتشغيلها، بالإضافة إلى التصوير في مواقع عسكرية والاستفادة ايضاً من ضباط اميركيين.
غير ان الكاتبة نبهت إلى ان هذه الشراكة تأتي مع ثمن، فمقابل الاستفادة من الموظفين العسكريين والمعدات العسكرية، يتعين على منتجي الأفلام الالتزام بسياسة البنتاغون بحيث يكون للأخير كلمة الفصل حول سيناريو الفيلم. وأضافت بأن هذا التعاون دائماً ما يتطلب تغيير السيناريو بحيث يجري تعديل الأحداث التاريخية. كما أشارت في هذا السياق إلى فيلم Godzilla الذي صدر عام ٢٠١٤، حيث كان من المقرر في البداية ان ينتقد هذا الفيلم استخدام الجيش الأميركي للأسلحة النووية، الا انه جرى قلب السيناريو بحيث ان Godzilla – وهو وحش عملاق—يصبح أكثر قوة بواسطة صاروخ نووي، ويساند فيما بعد من قبل الجيش الأميركي. كذلك نبهت إلى أنه جرى حذف ما ذكر في السيناريو الأصلي عن قصف Hiroshima وNagasaki (في اليابان)، وذلك بعدما هدد البنتاغون بحسب دعمه للفيلم.
هذا وتابعت الكاتبة بأن Godzilla هو واحد من الأفلام العدة التي يجري الاستفادة منها من أجل مساعدة البنتاغون على تلميع صورته. كما أردفت بان فيلمي Zero Dark Thirty (الذي يروي قصة قتل أسامة بن لادن) وAmerican Sniper يمجدان الجيش والاستخبارات الأميركية، بينما تقدم صورة نمطية للشعبين الافغاني والعراقي وتقلل من انسانيتهم.
كذلك نبهت الكاتبة إلى ان البنتاغون يقوم بحجب الدعم عن الأفلام التي تقوم بدراسة الثمن البشري للحروب الأميركية، او التي تصور جرائم الحرب التي ارتكبها عسكريون اميركيون، وسمت في هذا السياق أفلام مثل Platoon وIn the Valley of Elah الذي رشح لجائزة أوسكار عام ٢٠٠٨.
وبينما اكدت الكاتبة على ضرورة ان يكون هناك فهم أعمق لتأثير البنتاغون خلف الكواليس على صناعة الأفلام، الا ان هوليوود هي فقط البداية في مساعي البنتاغون لكسب قلوب وعقول دافعي الضرائب الاميركيين، حيث ذكرت مجالات أخرى مثل العاب الفيديو والموسيقى والموضة وألعاب الأطفال.