هل ستنسحب إيطاليا من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية؟
تُعد إيطاليا الدولة الوحيدة ضمن مجموعة السبع التي انضمَّت إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية في عام 2019، وهي أكبر مشروع عالمي على الإطلاق في مجال البنية التحتية؛ وذلك على الرغم من رفض الولايات المتحدة وحلفائها. وجاء انضمام روما إلى المبادرة بعد أن عانت البلاد من ثلاث فترات ركود في غضون نحو عقد من الزمان؛ لذلك كانت تتطلع حينها إلى جذب الاستثمار وتوسيع وصول الصادرات الإيطالية إلى السوق الصينية الضخمة. وفي ذلك الوقت، شعر العديد من الإيطاليين بأن أوروبا تخلت عنهم، خاصةً أن حكومتهم الشعبوية كانت متشككة في الاتحاد الأوروبي وأكثر رغبةً في اللجوء إلى الصين لتلبية احتياجاتها الاستثمارية، ومن ثم اعتبرت روما المبادرة فرصة للاستفادة من ثقلها السياسي حتى تُوقِّع عليها على أمل التفوق على الآخرين في جذب الاهتمام والاستثمارات الصينية.
ولكن مؤخراً، عبَّرت الحكومة الإيطالية الجديدة برئاسة جورجيا ميلوني، في أكثر من مناسبة، عن استيائها من المبادرة؛ ما دفعها إلى الإعلان عن بدء مراجعتها الاتفاقية الصينية، وهو ما يعكس الإحباط إزاء الوعود التي لم يتم الوفاء بها في إطار المبادرة، وسط دعوات إلى ضرورة إعادة التقييم الاستراتيجي للصين، خاصةً أن البلاد على موعد للتجديد التلقائي للاتفاقية في مارس 2024، ما لم تنسحب روما رسمياً منها بحلول أواخر هذا العام.