“نيويورك تايمز”: تعزيز الوجود الأميركي في الفلبين لمواجهة أي هجوم على تايوان
تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير لها إعلان الولايات المتحدة الأميركية والفلبين عن اتفاقية من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى أربعة مواقع أخرى في الفلبين. وقالت الصحيفة إن الخطط الأميركية لتواجد عسكري أميركي أكبر في الفلبين تأتي وسط مخاوف من غزو صيني محتمل لتايوان.وبحسب الاتفاق ستكون هذه هي المرة الأولى منذ 30 عاماً، التي سيكون فيها للولايات المتحدة مثل هذا الوجود العسكري الكبير في الفلبين. ومن بين الحلفاء الخمسة للولايات المتحدة في آسيا، فإن الفلبين واليابان هما الأقرب جغرافياً لتايوان، حيث تقع جزيرة إيتبايات في أقصى شمال الفلبين على بعد 93 ميلاً فقط.وقد رفض وزير الدفاع الفلبيني تسمية أماكن المواقع الأربعة الإضافية، لكن المسؤولين الأميركيين يتطلعون منذ فترة طويلة إلى الوصول إلى الأراضي في الإقليم الشمالي للفلبين، مثل جزيرة لوزون، كطريقة لمواجهة الصين في حالة حدوث ذلك أي هجوم على تايوان.وقالت الصحيفة إن المواقع الخمسة الحالية التي يمكن لجيش الولايات المتحدة الوصول إليها هي قاعدة سيزار باسا الجوية وفورت ماجسايساي بالقرب من مانيلا؛ قاعدة ماكتان – بينيتو إيبوين الجوية في مقاطعة سيبو الوسطى؛ قاعدة أنطونيو باوتيستا الجوية في بالاوان من الشرق، وقاعدة لومبيا الجوية في الجنوب. ومنذ منحها حق الوصول في عام 2016، استخدمت الولايات المتحدة هذه المواقع لبناء منشآت وأصول دفاعية.وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل ثلاثة عقود، كان الوجود الأميركي في الفلبين نقطة مؤلمة بين العديد من الفلبينيين. كان يُنظر إلى القواعد العسكرية التي تحتفظ بها واشنطن لنحو قرن على أنها بقايا من الاستعمار الأميركي. في عام 1992، اضطرت الولايات المتحدة إلى إغلاق آخر قاعدة لها في الفلبين بعد احتجاجات في الشوارع وقرار مجلس الشيوخ الفلبيني بالتخلص منها.وتابعت الصحيفة أنه مع بدء توغلات الصين العسكرية في بحر الصين الجنوبي، تغير الرأي العام بشأن الوجود الأميركي في الفلبين.وقالت “نيويورك تايمز” إن الفلبين تأمل الآن في الحصول على الدعم الأميركي لدرء التعزيز العسكري المستمر لبكين في بحر الصين الجنوبي. فقد دخلت مانيلا وبكين في خلاف طويل الأمد حول المياه المتنازع عليها التي يدعي الجانبان أنها ملكهما.وأضافت أنه لا تزال الزيادة المخطط لها للوجود العسكري الأميركي في الفلبين مثيرة للجدل لدى البعض في الفلبين. ففي بيان، قال ريناتو رييس، الأمين العام لجماعة “بيان” الناشطة القومية السياسية، إن الفلبينيين “يجب ألا يسمحوا باستخدام بلدنا كقاعدة انطلاق لأي تدخل عسكري أميركي في المنطقة”.وأضاف رييس: “إن السماح للولايات المتحدة باستخدام منشآتنا سيجرنا إلى هذا الصراع، الذي لا يتماشى مع مصالحنا الوطنية”. ورأت الصحيفة أن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور قد سعى منذ توليه منصبه في حزيران / يونيو الماضي، إلى إحياء علاقة بلاده بالولايات المتحدة بعد أن تدهورت في عهد الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين قد بدأوا في وضع خطط طوارئ لغزو صيني محتمل لتايوان.