مصلحة واشنطن تقتضي الضغط الفعلي على “إسرائيل”
لفت الكاتب دانيال ليفي Daniel Levy، في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أنّ: “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تحقق أي من أهدافها تقريبًا في ما يخص سياسات “إسرائيل” وأفعالها مع دخول الحرب في غزّة شهرها الرابع”.
وأضاف الكاتب – وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق عمل في حكومتي إسحاق رابين وإيهود باراك – بأنّ الدعم الأميركي غير المشروط لـ”إسرائيل” يقف عائقًا أمام أي فرصة لتحقيق الأهداف السياسية وإيجاد مخرج لما يحدث.
كما تابع الكاتب أنّ “انتقال “إسرائيل” إلى مرحلة جديدة في الحرب لا يبدو أنه يهدف إلى تخفيف التوّتر الإقليمي، وأنّ ذلك لن يخفّف من المعاناة الإنسانية”. وشدّد على ضرورة أنّ تصحح إدارة بايدن المسار بدلًا من مجرد إبداء القلق، حيث دعا إلى إفادة الولايات المتحدة من أوراقها الدبلوماسية والعسكرية من أجل دفع “إسرائيل” تجاه العمل بما يخدم المصالح الأميركية وليس العكس.
كذلك أكد أنّ التغير الأهم هو أن تتبنى الإدارة الأميركية مقاربة تؤكد ضرورة التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار على الفور، وشدّد على أنّ ذلك يجب ألا يكون “كلاميًا” فقط، مضيفًا أنّه: “يتوجب على إدارة بايدن أن تشترط وقف الحرب والعقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني “المدني”، مقابل تزويد “إسرائيل” بالمعدات العسكرية. وتحدث أيضًا عن إيجاد آليات رقابة لكيفية استخدام الأسلحة الأميركية التي تستخدمها “إسرائيل”، مشددًا على أنّ وقف العملية الإسرائيلية في غزّة هو السبيل الأكثر ضمانة لتجنب حرب إقليمية والخطوة الأساس لإتمام المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى.
كما قال الكاتب: “إنّ بإمكان واشنطن الإفادة من المداولات الجارية في محكمة العدل الدولية؛ حيث اتّهمت جنوب إفريقيا “إسرائيل” بانتهاك تعهداتها كونها طرفًا موقعًا على اتفاقية الإبادة الجماعية في العام 1948″، وأردف أنّ “إسرائيل” تشعر بقلق واضح حيال هذه الإجراءات، ورأى أنّ جنوب إفريقيا ربما أسهمت بتغيير مسار الأحداث أكثر مما أسهمت الولايات المتحدة على مدار ثلاثة أشهر.
كذلك قال الكاتب: “إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأرجح لا يريد أن تنتهي الحرب، وذلك لأسباب عدة منها الأيديولوجية والعسكرية والسياسية الشخصية”. وأضاف أنّه: “وبينما رحيل نتنياهو لن يؤدي بالضرورة إلى إحراز التقدم ولا يمكن أن يكون هدفًا أميركيًا صريحًا، الا أنه يبقى شرطًا من أجل إيجاد المناخ المناسب من أجل التقدم على صعيد حقوق الفلسطينيين”، كما تحدث عن ضرورة أن تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن “كارثة غزّة” و”تطرف” قادة “إسرائيل”.
وحذّر الكاتب من أنّ: “إخفاقات واشنطن في هذه الحرب سيكون لها تداعيات في حال عدم تغيير مقاربتها، ومن أن هذه التداعيات ستذهب أبعد حتّى من الأزمة الحاصلة في غزّة و”الأعمال العدائية” مع أنصار الله في اليمن وخطر اندلاع نزاع إقليمي أوسع نطاقًا”.
كما تابع الكاتب: “العالم يراقب؛ فعلى واشنطن ألا تقلل من شأن الموقف العالمي الذي يرى أنّ ما يحصل في غزّة ليس حربًا إسرائيلية فقط بل أميركية أيضًا”. وأضاف أنّ: “إرسال الولايات المتحدة السلاح إلى “إسرائيل” والغطاء السياسي الدبلوماسي الذي تمنحه لها، مثل استخدام “الفيتو” أو التلويح باستخدامه في مجلس الأمن، إنما يجعل “ملكيتها” للحرب واضحًا ومؤذيًا”.
كذلك تحدث الكاتب عن تداعيات أمنية طويلة الأمد، محذرًا من أنّ حرب “إسرائيل” وآثارها البالغة على المدنيين من شبه المؤكد أنه يمكّن من التجنيد من أجل المقاومة المسلحة لأعوام مقبلة.
كما أضاف أنّ الدول العربية ستجد أنّ التعاون مع “إسرائيل” وتطبيع العلاقات معها يحمل أعباء أكبر، وأردف أنّ: “خصوم “إسرائيل” يلقون صدى أكبر، حيث تظهر حماس قدرتها على الصمود وتكشف أنصار الله عن قدرتها على “التعطيل”، بينما يبدي حزب الله ضبط النفس “المنضبط”.