مرفأ بايدن في غزة؛ رأس جسر احتلالي ام دعاية انتخابية خائبة، فهو ادانة للنظم العربية والاسلامية
ميخائيل عوض
امر بايدن بإنشاء مرفأ عسكري مؤقت في غزة بذريعة تامين المساعدات الانسانية من قبرص.
لا اعلانات او خطوات ومشاريع تقدم عليها امريكا بريئة، وحكما ليست انسانية بأهدافها.
فأمريكا نفسها قامت على ابادة الاقوام الاصلية ونشات دولة مصنعة لتخديم مصالح ومشاريع لنهب الثروات والشعوب وابادتها تحقيقا لمصالح النخبة. وكل تاريخها قام على ابادة الشعوب بالحروب العسكرية والغزوات او بالحروب الاقتصادية والمالية والحصارات والعقوبات والجوائح واحتكار الدواء ولغذاء ونهب الثروات.
وقد فعلتها في لبنان مع الاطلسي وارسلت قواتها بعد مجزرة صبرا وشاتيلا ١٩٨٢ وكان مشروعها لا انساني بل احتلالي واستكمال مهمة قوات الغزو الاسرائيلية والتغطية على مجازرها.
بإزاء غزة امريكا وحلفها وادواتها تقود حرب ابادتها وتهجيرها، فضباطها يقودون الحرب، وقواتها البرية من الدلتا فورس والمارينز والمرتزقة يشاركون في المذبحة، فكيف يمكن قبول تفسير ان بايدن يريد مرفأ لإطعام الغزاويين.
وامريكا تؤمن “إسرائيل” دبلوماسيا وبفيتوات مجلس الامن وتزودها بالذخائر والاسلحة والاموال.
امريكا قادرة على وقف الحرب بكلمة واحدة، وبحركة اصبع تلجم نتنياهو، فماذا عدا لبدا لتصير انسانية وتريد اطعام جوعى غزة عن طريق البحر بينما الطرق والمعابر البرية ايسر واقل كلفة واعلى جودة وقرار فتحها بيد امريكا.
ماذا تريد؟
الارجح انها تبني رأس جسر لتثبيت احتلالها لغزة او اجزاء منها لتخديم مخططات ومشاريع بعيدة جرى الحديث عنها وعن قناة بن غوريون والحزام والطريق الهندي، الى الحديث عن الثروات النفطية والغازية في ساحل غزة وامريكا مستكلبه لنهب اي ثروات وخاصة العربية فبلاد العرب مشاع.
من غير المستبعد ان يكون الهدف تحقيق ما عجز نتنياهو عن تحقيقه فقد عجز عن احتلال غزة وتصفية حماس والمقاومة وعجز عن اطلاق اسير واحد بالحرب، ولم يجد من يقبل التعاون مع قوات الاحتلال لإدارة غزة . وفشلت محاولة حي الزيتون لإنشاء روابط قرى وادارات عميلة حتى بذريعة الاشراف على توزيع المساعدات وتمويل الامارات للجسر البحري يثير اسئلة كثيرة وهل تولت مهمة تعويم رجلها محمد دحلان في غزة تمهيدا لتسليمه سلطة ابو مازن؟؟.
ومن غير المستبعد ان يكون المرفأ العسكري الامريكي معبرا لتهجير الغزاويين الى بلاد الله الواسعة فيكون السؤال؛ هل تقبل المقاومة وهل يقبل الغزاويين ترك غزة واللجوء مرة ثانية وابدية؟؟.
في الواقع ومعطياته ليس ما يرجح هذا فقد تظاهرت غزة لسنوات على الشريط الشائك بالصدور العارية طلبا للعودة الى فلسطين التاريخية وانجزت عملية طوفان الاقصى العجائبية سعيا لتحقيق العودة.
ومن المؤكد ان المرفأ ليس لزج قوة امريكية مقاتلة لاجتياح غزة فقوات المارينز والدلتا فورس تشارك على الارض وتستطيع امريكا متى شاءت تعزيزها بعشرات الالاف فإسرائيل اصلا قاعدة عسكرية امريكية وحاملة طائرات ثابته لأمريكا. الا اذا كانت بهدف مساندة حكومة ابو مازن المعمول على ان تتولى ادارة غزة والمساعدات والاعمار اذا تمت هدنة ووقف الحرب.
من غير المستبعد ان يكون الامر مجرد حملة دعائية لغسل يدي وانياب بايدن من دم الاطفال والنساء. فغزة اصبحت ناخبا اولا ومقررا في الانتخابات الامريكية التي تجري في ظروف نوعية وستكون مقررة في مستقبل امريكا ودورها في العالم.
حتى هذه يبدو انها لن تفيده فقد سبق السيف العذل، ولم يعد احدا في العالم او في الراي العام الامريكي الشاب والمقرر في الانتخابات يصدق بايدن او يقبل كذبة ان امريكا تتحرك بدوافع اخلاقية او انسانية.
ومن المحتمل ان يكون لمقاصد تسريب سفن عبر البحر الاحمر لتموين وفك حصار “إسرائيل” بذريعة انها متجهة الى غزة وللتحريج على انصار الله وأعمالهم البطولية لنصرة غزة وفك حصارها.
ايا كانت اهداف ومخططات بايدن، فالأمر برمته سيتقرر في الحرب الجارية وميادينها وجبهاتها التي توحدت، فاذا هزمت غزة ولن تهزم قط، فلأمريكا ان تحتلها وتبني رأس جسر وتنجز قناة بن غوريون والى اخر المعزوفة.
اما وكل الادلة والمعطيات والتطورات وسياقات الحرب ومواجهات البحر العربي والاحمر وجنوب لبنان تجزم بهزيمة امريكا وعالمها الانجلو ساكسوني العدواني وبهزيمة “اسرائيل” والتأسيس لإنهاء وجودها باعتبارها تخوضها كحرب وجودية.
في الحروب والكبرى كالجارية في غزة ومع محور المقاومة تذرو الرياح المخططات والاستراتيجيات وتسقط دول وقوى وتقرر مسارتها وماذا سيكون.
فالحرب هي القابلة المولدة للجديد من رحم القديم. وجديد فلسطين دفن الكيان الصهيوني ومعه نواتج ونظم وحكام وجغرافية الحرب العالمية الاولى وتقسيمات سايكس بيكو ووعد بلفور والتعاقد بين البريطانيين والاسرتين الوهابية والسعودية.
زمن تحرير فلسطين قد ازف وايامه جارية وكل ما تحاوله امريكا الشائخة والمازومة سيذهب هباء.
اما النظام الرسمي العربي والاسلامي الصامت والشريك في المذبحة وتحرجه مبادرة بايدن فمصيره لن يكون بأفضل من اسرائيل وحلفها الانجلو ساكسوني.
فكل ما بني على باطل باطل وسقوط احد اعمدة المنظومة يسقطها كلها.