سياسة

ما بعد ” هدهد” حيفا

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

د.مازن سليم خضور
في التفكير العلمي هناك ما يسمى ” التبسيط والتوضيح” ما معنى ذلك ؟
يعني أن توجه رسالة واضحة ومفهومة لشخص آخر بأقل الكلمات و بأبسط الأفكار فيقال أن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه سأل الفرزدق عن أحوال أهل الكوفة بعد عودته من رحلته التي قضاها هناك والجميع يعلم الخلاف الذي كان حاصل بين الحسين ومعاوية بسبب الخلافة فما كان من الفرزدق إلا وأن أجابه بجملة واضحة وبسيطة بالقول :
قلوبهم معك وسيوفهم عليك d’ici!
ومن خلال هذه الجملة البسيطة وضع الحسين بالصورة الحقيقية للمشهد هناك .
هذا تماماً ما فعله حزب الله من خلال المشاهد التي بثها والتي بدأها قبيل العرض “هذا ما عاد به الهدهد” وانتهى “وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ”.
ماذا يعني الهدهد؟
للهدهد ميزات كطائر منها سرعة الطيران ويتحمل الظروف الصعبة وبأنه ذكي ومراوغ ولديه القابلية للتخفي ويدافع عن نفسه بشكل رائع وسلمي هذا ما أشارت له قناة المنار اللبنانية التابعة للمقاومة في صورة مرافقة بعد عرض الفيديو ” هذا ما عاد به الهدهد” فهل وصلت أولى الرسائل ؟
المقاومة نشرت مقطعا مصورا تجاوز تسع دقائق وهو عبارة عن مسح دقيق لمناطق بشمال فلسطين المحتلة عبر مسيّرات تابعة لها تمكنت من تجاوز وسائل الدفاع الجوي للاحتلال وعادت من دون أن تتمكن وسائله من كشفها فهل وصلت ثاني الرسائل ؟
الفيديو تضمن مشاهد لمواقع إسرائيلية حساسة من مطارات وموانئ ومستودعات ذخيرة وصواريخ وأبنية قيادة ومجمعات للصناعات العسكرية ومحطات كهرباء ومستودعات نفطية ومنشآت بتروكيماوية بالإضافة لمسح مساحات واسعة من منطقة حيفا شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة فهل وصلت أيضا الرسالة ؟
الرسالة المهمة أيضا في الفيديو أن ما أتى به الهدهد مر من فوق مجموعة من منظومات الدفاع الجوي للكيان وهو القبة الحديدية ومقلاع داوود بالإضافة إلى مجموعة من الغواصات وسفينة “ساعر 4.5” المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة “ساعر 5″ ما يثبت عجز وفشل تلك المنظومات فهل وصلت الرسالة؟
المحصلة الرئيسية من تلك الرسائل أن أي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيكون له ثمن باهظ والمقاومة مستعدة للحرب إذا ما فرضت عليه وما عرض هو جزء بسيط من قدرات المقاومة وما ختم الفيديو بالآية الكريمة ” وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ” ماهو إلا دليل على أن هدهد اليوم بعث أول الرسائل فقط وهناك الكثير منها وما بعد هدهد حيفا ليس كما قبلها d’ici.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى