كيف تحول “لواء غولاني” من لواء النخبة في “الجيش الإسرائيلي” الى لواء الذل والمهانة!!
مما لا شك فيه، أن مجرد الإعلان عن إنسحاب لواء غولاني من ساحة المعركة في غزة، قبل تحقيق الأهداف التي دخل لأجلها، أو بعد عجزه عن تحقيقها، يُعتبر إنتصاراً واضحاً وصريحاً لقوى المقاومة في غزة وخاصة حركة حماس. فقد دخل “لواء” النخبة المزعوم الى حي الشجاعية في غزة بهدف القضاء على مقدرات حماس والسيطرة الكاملة على هذه المنطقة. وقد خرج منها، بعد تكبده خسائر كبيرة في صفوف جنوده وضباطه وقادته، وما تزال المواجهات في حي الشجاعية على أشدها، والأهم من ذلك كله أن الجيش الإسرائيلي نفسه أعلن أن الانسحاب جاء على خلفية “الخسائر الفادحة” التي تكبدها “غولاني” خلال الأيام الماضية والتي كان أبرزها مقتل قائده المقدم تومر غرينبرغ.
ولكن ما هو أبعد من الهزيمة العسكرية، هو الهزيمة النفسية، والتي تجلّت أمس من خلال بعض مقاطع الفيديو التي نشرها الإعلام العبري، والتي يظهر فيها جنود غولاني وهم يحتفلون رقصاً وغناءً، ليس بسبب إنتصارهم طبعاً، ولكن بسبب فرحتهم لخروجهم أحياء من أرض المعركة. وبالتالي نجاتهم من “كابوس الشجاعية” الذي شكّل لهم رعباً يومياً، بحيث أصبح الانسحاب من أرض المعركة هو بحد ذاته فوزاً، وليس تحقيق الأهداف المرجوة بطبيعة الحال (مرفق أحد الفيديوهات بهذا الخصوص).
هذه الأزمة العميقة داخل الكيان، باتت تختصر حقيقة الأزمة الوجودية التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي، فإذا كان هذا حال جنود النخبة، الذي يتلخص بالهروب والنجاة، فما هو حال المدنيين والمستوطنين وخاصة أولئك الذين يقيمون في غلاف مدينة غزة وشمال فلسطين ؟ ما حجم الرعب الذي يعيشونه؟ وهل ما زال مستغرباً القول أمام هذه الواقع، أن هدف كل مستوطن ومحتل مقيم في داخل الكيان حالياً هو التفكير باليوم الذي يخرج فيه سالماً من “أرض الأحلام” التي باتت جحيماً حقيقياً!
بالعودة الى الإعلام العبري، فقد أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن جنود الكتيبة 13 من لواء “جولاني” في الجيش الإسرائيلي انسحبت من قطاع غزة اليوم (أمس) الخميس، “ليلتقطوا أنفاسهم بعد تكبدهم خسائر فادحة”. وقالت القناة “12”: “بعد أكثر من 70 يوما في غزة، وسقوط 44 مقاتلا منه، غادر مقاتلو لواء جولاني قطاع غزة لالتقاط أنفاسهم، وزيارة أهاليهم لبضعة أيام”. وأضافت أنه “بعد 9 أيام من المواجهة الصعبة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي قتل خلالها قائدهم المقدم تومر غرينبرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين، خرج اليوم (الخميس) مقاتلو لواء جولاني من غزة”. وأضافت أن قرار السحب جاء بعد أيام طويلة من القتال تكبدت فيها قوات اللواء المذكور خسائر كبيرة، حيث قتل وأصيب المئات من ضباطه وجنوده.