كاميلا هاريس رئيسة ام عود ثقاب في برميل البارود؟
ميخائيل عوض
بيروت: 22 تموز 2024
نشأتها وبيئتها واصولها وزوجها وارتقائها حتى غدت نائبا للرئيس وترشيح بايدن لها تجعل حظوظها في مقارعة ترامب هي الارجح برغم وجود منافسين لها من قادة الحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن.
السؤال هل تصل الى البيت الابيض ام تكون عود ثقاب اشعال برميل البارود؟
مع انها الابرز والاقدر على مزاحمة ترامب الا ان المعطيات الوافرة حتى اللحظة تميل لصالح ترامب فكل العوامل جرت في صالحه.
كاميلا مرشح قوي اعد منذ زمن ومن اعدها يعرف جيدا امريكا فهي من اصول اسيوية ووالديها من غير الانجلو ساكسون البيض وزوجها يهودي وكانت قاضية ومحسوبة على يسار الحزب من جماعة ساندرز وترشيحها نائبا لبايدن ادى الى انتصار الديمقراطي في انتخابات ٢٠٢٠ اذا استبعدنا اتهام ترامب بالتزوير.
يسار الديمقراطي وفريق ساندرز معادون لنتنياهو ولعدوانية اسرائيل ومتحمسون للمهاجرين ويمثلون الفقراء والمهمشين في امريكا ويدعون للعدالة الاجتماعية وضد وول ستريت والليبرالية المتوحشة.
فالمنطقي ان ترشيحها يستفز الايباك واللوبيات الصهيونية والصهيونية المسيحية وبيئتهم الانجيلين الذين كسبتهم حملة ترامب باختيار فانس منهم نائبا له.
حملتها مرتبكة وزمنها قصير وارث بايدن وحقبته تضغط لغير صالحها والأنجلو ساكسون البيض عنصريون ومسلحون وراديكاليون وقد اخذت حملة ترامب زخما وغدت اصلب واقوى مع فانس.
بافتراض انها كسبت الجولة وانتخبت رئيسا فلن يتركها ترامب وفريقه وسيتهمون النظام بالتزوير وسيضع تهديده موضع التنفيذ وقد وعد امريكا بحمام دم وبان تكون اخر انتخابات اذا لم يكن هو ساكن البيت الابيض.
اصول كاميلا وتمثيلها للهسبانك والملونين ستكون عناصر حافزة لالتفاف البيض والانجلو ساكسون حول ترامب ومجاراته فلن يقبلوا انتزاع امريكا منهم ومازالت نسبتهم تقارب ال٦٠% اضافة الى انهم متماسكون ومتشربون للعنصرية ومقاتلون ومسلحون ببينما الحزب الديمقراطي مفكك ومتصارع واضاع هويته ومميزاته.
امريكا بعد ٢٤٨ سنة على استقلالها ووحدتها تبدو مأزومة هيكليا وبنيويا وتحتاج الى اعادة نظم وصياغة نظامها واجراء تغييرات حديه في توازناته والتوازن بين السلطات والولايات والهويات وتشهد انحسارا متسارعا وتتقلص هيمنتها ومكانتها ويعاندها اقوياء صاعدون وتلتهب المقاومات والسعي للتحرر من هيمنتها في القارات فقد فقدت جابيتها وقوة نموذجها واصبحت مرذولة ومسؤولة عما تعيشه البشرية من ازمات وانهيارات.
الاقتصاد الرأسمالي التي تبوأته في حقبة الليبرالية المتوحشة فقد جاذبيته واختبر وولد كوارث للشعب الامريكي ولشعوب العالم واستنفذ حتى انتهت صلاحياته .
مخاطر الانهيار الدراماتيكي للنموذج الاقتصادي ماثلة للجميع وكل عناصر واسباب الانهيار موفورة ولا افق للترقيع والمعالجة او التصدير فكلها جربت واستنفذت.
الحواصل؛ امريكا بين ثلاث خيارات؛
-ترامب رئيسا وتغير نوعي في هيكلياتها ونظامها ودورها العالمي.
– كاميلا هاريس او ديمقراطي رئيسا وفوضى لا تخلو من العدوانية والسلاح .
– لا انتخابات لأسباب التوازنات القلقة او نجاح لوبي العولمة والحكومة العالمية الخفيفة بسوقها للفراغ او التسبب بحرب تجيز لها تأجيل الانتخابات وتنصيب هاريس مكان وبايدن كنائب للرئيس بغطاء اعلان حالة الطوارئ وحالة الحرب.
كيفما ذهبت الانتخابات الامريكية واي سيناريوهات سلكت .
امريكا منحسرة وانسحابيه ومأزومة ومنشغلة بنفسها.
انها فرصة الامم والشعوب ليظفر من يستثمر فيها.