“فورين أفيرز”: لماذا تظل أميركا عالقة بالأحلام الزائفة للهيمنة
تلك الكوارث، وكلها تبرر بالالتزامات الظاهرة للقيادة العالمية. قد تقدم الحرب في أوكرانيا فرصة أخيرة لواشنطن لتتعلم درساً على غرار ما حدث في قناة السويس، ومن دون أن تتعرض للهزيمة. حتى الآن، كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا واقعية ومنضبطة. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يتحدثون بشكل روتيني عن الحرب بطرق توحي برؤية أيديولوجية ومتهورة للقوة الأميركية قد عفا عليها الزمن. إن مواءمة الموقف الخطابي لإدارة بايدن مع التقييم الرصين للمخاطر الحقيقية التي تنطوي عليها أوكرانيا قد يسمح لبايدن بفطم المؤسسة عن هوسها بالهيمنة. إن البرهنة على أن الأميركيين لا يحتاجون إلى دور بلادهم في العالم، وشرحها لهم بأسلوب رواية قصة للأطفال قبل النوم ستكون بمثابة مكافأة. يكمن الخطر في أن العكس قد يحدث: قد يؤدي تأطير بايدن لأوكرانيا على أنها بوتقة لعصر جديد من الهيمنة الأميركية المدعومة عسكرياً إلى تقييده، وسياسة إدارته المدروسة بعناية قد تشبه إلى حد كبير خطابه المتصاعد وغير المدروس. وهذا بدوره سيؤدي إلى حساب مختلف كلياً وأكثر كارثية.