“ذا انترسبت”: صبري القرشي أسيرٌ سابق في “غوانتانامو” يتمنى العودة إليه
روى صبري القرشي، وهو يمني الجنسية، قضى نحو 13 سنة في سجن غوانتانامو الأميركي، قبل أن يعاد توطينه في كازاخستان، ظروف حياته الحالية لمجلة “ذا انترسبت” الأميركية.وقال القرشي إنه “مرّ بالكثير، لكنه يزداد اكتئاباً وتعباً، وأصبح يائساً من تغيير ظروفه المعيشية”، وأوضح أنه “يعيش في نسخةٍ أخرى من القفص، تحت رحمة الحكومة الكازاخية”، بسبب عدم وفاء الأميركيين بما وعدوا به.وكانت السلطات الأميركية قد أفرجت عن القرشي بموجب نظام معقد من الاتفاقات السرية، كان الهدف منها إعادة توطين المحتجزين في دول أخرى. ونُقل القرشي، بموجب هذه الاتفاقات، إلى كازاخستان عام 2014 مع أربعة آخرين من المحتجزين السابقين، وتوفي اثنين منهم من جرّاء الإهمال الطبي. لكن بعد خروجه لم يملك أي صفة رسمية، ولا بطاقة هوية، ولا حق في العمل أو التعليم، ولا الحق في رؤية أسرته، وقال: “أنا متزوج منذ ثماني سنوات، لكن زوجتي غير مسموح لها أن تأتي وتعيش معي”.وأضاف القرشي: “حياتي الآن بنفس السوء الذي كنت عليه عندما كنت في غوانتانامو، بل إنها أسوأ في الكثير من الجوانب”.ثمّ تابع: “على الأقل، في غوانتانامو، كنت أعلم أنني كنت في السجن وأنني سأخرج يوماً ما. الآن أنا أعيش كما لو أنني ميت ويتم إخباري أنني حر عندما لا أكون”.وقال القرشي: “كان معسكر غوانتانامو مكاناً أفضل من هذا، فهناك كان لديك على الأقل أمل بالانتقال إلى مكان أفضل في يوم ما”.وكتب القرشي إلى الرئيس الكازاخي وإلى رئيس الحكومة والسفارة الأميركية والصليب الأحمر طلباً من هذه الجهات إطلاق سراحه أو إعادته إلى غوانتانامو، ولكنه لم يستلم أي رد. ويقول القرشي إن الشرطة توقفه مراراً عند مغادرته لشقته، وتطلب منه إبراز بطاقة الهوية التي لا يمتلكها. كما يقتاده الضباط أحياناً إلى مركز الشرطة، ويجبروه على المكوث هناك لسبع أو ثماني ساعات حتى قدوم مسؤول من الصليب الأحمر لإخراجه.ورغم ادعاءها بأنه كان من عناصر تنظيم القاعدة الذين شاركوا في معسكر تدريبي في أفغانستان، إلا أنّ السلطات الأميركية لم توجه أي تهمة إلى القرشي. ويبلغ مجموع عدد الرجال الذين احتجزوا في معتقل غوانتانامو 779 فرداً، لم توجه تهم جنائية إلا إلى 12 منهم، ولم يدن إلا اثنين من هؤلاء.