رأي الصحافةسياسة

حرب “اسرائيل” مع حزب الله ستكون صعبة ومكلفة على الكيان

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

كتب Daniel Byman والذي يعد من اهم الباحثين الاميركيين في قضايا الشرق الأوسط والقضايا الامنية، كتب مقالة نشرت بمجلة Foreign Policy قال فيها ما يلي:

سيتكون معركة صعبة في حال شنت “إسرائيل” حربا شاملة على حزب الله، كما انها ستكون مدمرة لكل من “إسرائيل” ولبنان. وقد تجد “إسرائيل” ان نزاعها مع حزب الله باق بعد توقف مثل هذه الحرب، دون ان تحقق شيئا يذكر استراتيجياً حتى وان انتصرت “إسرائيل” عسكرياً. انه لمن الافضل ل”إسرائيل” ان تحاول تكثيف الردع، حتى وان كان يعني ذلك استمرار التهديد الذي يشكله حزب الله.

لم يتقلص دعم إيران لحزب الله منذ عام 2006، حيث تستمر طهران بالتعاون الوثيق مع حزب الله وستقوم على الأرجح بتقديم الدعم المالي والعسكري الكبير للجماعة (أي للحزب) في اعقاب أي نزاع جديد مع “إسرائيل”. أصبح من الأسهل حتى تزويد “الجماعة المسلحة” (الحزب) الامدادات مقارنة مع عام 2006، اذ ان ايران وحلفائها يسيطرون على ممر بري يربط ما بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، بحيث يمكن نقل السلاح بسهولة عبر البر إلى الحزب.

سيكون من الصعب على “إسرائيل” مواصلة خوض النزاع لفترة طويلة في لبنان في حال اندلعت الحرب، فالجيش الإسرائيلي منهمك بعد قرابة عام من الحرب في غزة، حيث خدم العديد من جنود الاحتياط جولات عدة هناك. كما ان هناك نقص في قطع الغيار والذخيرة والمستلزمات الاخرى المطلوبة من اجل خوض حرب طويلة. وبناء عليه فمن المرجح ان تكون الحرب لمدة محدودة حتى وان كانت ستكون حرب كبرى، وبالتالي سيستطيع حزب الله الصمود.

يستطيع حزب الله اطالة امد الحرب، فلبنان أكبر بكثير من غزة ولا تستطيع “إسرائيل” ببساطة طرد قوات الحزب من البلد بأكمله في فترة وجيزة. أفضل ما يمكن ان تقوم به “إسرائيل” واقعياً هو اعادة احتلال بعض المناطق في جنوب لبنان كما فعلت بين عامي 1982 و2000. تلقت “إسرائيل” خسائر مستمرة جراء الهجمات التي شنت في تلك الفترة، ما دفع بها في النهاية إلى الانسحاب.

اصبح حزب الله اليوم اقوى بكثير، وتستطيع غالبية قواته الانسحاب من المناطق الحدودية عند انسحاب القوات الإسرائيلية ” (في حال اجتاحت “إسرائيل” المناطق الحدودية)، او تنفيذ هجمات كر وفر في التوقيت الذي تختاره في حال بقت القوات الإسرائيلية، وذلك حتى وان تلقى الحزب خسائر كبيرة.

ستواجه “إسرائيل” كذلك موجة انتقادات دولية أميركية جديدة في حال اعتبرت بانها هي الطرف المعتدي في أي نزاع مع لبنان.

المقاربة التي تعتمد على الردع ستكون افضل، وقد قال حزب الله انه سيوقف هجماته فيما لو جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. يختلف حزب الله عن حماس بحيث يزيد ذلك من امكانية تثبيت الردع، اذ يحترم حزب الله قوة “إسرائيل” العسكرية. كما ان قادة الحزب اثبتوا انهم يهتمون بمصلحة لبنان أكثر بكثير مما تهتم حماس بغزة.

اعتماد مثل هذه المقاربة (الردع) هو في النهاية غير مرض، اذ انه وعلى الرغم من ان تحقيق السلام عبر الوساطة سيبعد قوات حزب الله مسافة أطول عن الحدود، فإن الجماعة (الحزب) ستبقى تشكل تهديد ل”إسرائيل”. الا ان الردع الذي لا يلبي الطموحات بالكامل هو افضل من حرب مدمرة ستسفر في النهاية عن نتائج غير مرضية.

غير ان المقاربة الاستراتيجية لم تكن يوماً نقطة قوة إسرائيلية. يمكن للاجهزة العسكرية والامنية الإسرائيلية ان تكون باهرة، واغتيال “هنية” ما هو سوى أحدث مثل. إلا ان صناعة القرار على صعيد الأمن القومي الإسرائيلي مسيس لدرجة كبيرة، ولا يزال الفكر القصير الامد يهيمن على الحسابات. ولا تزال تفتقد “إسرائيل” إلى هدف واقعي واضح بعد مرور أكثر من عشرة أشهر منذ بدء القتال في غزة.

هذا الميل نحو المقاربة القصيرة الامد قد تدفع ب”إسرائيل” نحو توجيه الضربة الاولى ومن ثم محاولة تحديد هدف طويل الأمد. يتوجب مواصلة الضغوط من الولايات المتحدة والدول الحليفة على “إسرائيل” من اجل تجنب الحرب الشاملة، وذلك من اجل منح غطاء سياسي للقادة الإسرائيليين لتجنب حرب ستكون مكلفة وغير منتجة.

 

Does Israel’s Conflict with Hezbollah Have an Endgame?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى