تقدير وضعية الكيان الاسرائيلي العامة
يحيى دايخ
بيروت: 18 تموز 2024
بناءً على متابعة التقارير الإخبارية من جهة، وتصريحات سياسي وذوي مواقع مسؤولية في الكيان المؤقت من مولاة ومعارضة من جهة ثانية، والاحصاءات الشعبية التي تقوم بها بعض مركز الدراسات الإسرائيلية من جهة ثالثة، وتقارير مسؤولين وقادة لاجهزة أمنية وعسكرية في الكيان المؤقت من جهة رابعة، يمكن إستخلاص التقدير التالي:
أولاً- على مستوى مفاوضات غزة:
– مازال نتنياهو يضع العراقيل من خلال إضافة شروط جديدة عند كل خطوة يقوم بها الوسطاء يمكن من خلالها تقريب هوة الخلاف بين المقاومة والكيان مما يؤدي الى ايقاف حرب الإبادةالجماعية، وبالتالي ترجع الأمور الى الوارء مما يؤدي الى استمرار هذه الإبادة في القطاع، والتي يتوخى من خلالها نتنياهو الى ممارسة ضغط أكبر على المقاومة.
ثانياً- على مستوى الميداني في الداخل الفلسطني:
١- في غزة ورفح:
مازالت المقاومة الفلسطينية تستنزف قوات العدو في القطاع كله وفي رفح وتنزل الخسائر البشرية والمادية في جيش العدو ونخبه والتي يتكتم على أغلبها وتفضحه بعض التسريبات، مما يدل على الجهوزية والقدرة الكاملة التي مازالت تتمتع بها المقاومة الفلسطينية في قتالها ضد العدو.
٢- في الضفة الغربية:
مع كل إجراءات العدو من اقتحامات وقمع وإغتيال ووو، يلاحظ التزايد في وتيرة العمليات العسكرية المقاومة في الضفة وتزايد خسائر العدو مما يشكل عبئ مستدام على قيادة وعناصر أجهزة العدو الأمنية والعسكرية في البعدين الجسدي والنفسي مما يشكل حالة من اليأس والتململ في نفوس هذه القوات والشعور بعدم تحصيل اي نتيجة إيجابية من خلال إجراءات قياداتهم.
ثالثاً- على مستوى جبهات الإسناد:
١- الجبهة اليمنية:
اثبت الوضع العملياتي على هذه الجبهة مايلي:
– عدم جدوى عمليات العدوان العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين في منعهم من فرض حصار على موانئ الكيان الاقتصادية وضرب منشآته العسكرية.
– تطور عمليات الحوثيين وتوسعها لتشكل تهديداً عسكرياً وإقتصادياً أكبر للكيان
– تزايد العمليات العسكرية المشتركة بين الحوثيين والمقاومة الإسلامية العراقية ليمتد الحصار الى البحر الأبيض المتوسط
٢- الجبهة العراقية:
– تزايد العمليات العسكرية ضد أهداف عسكرية واقتصادية داخل كيان العدو.
– ضرب بعض القواعد العسكرية الأمريكية أحياناً.
– التهديد المباشر للموانئ البحرية على المتوسط.
٣- على الجبهة الشمالية:
– مازالت جبهة الإسناد الشمالية مشتعلة وهي الجبهة الرئيسية والأساسية في استنزاف قدرات العدو المادية ( منشآت ومعدات وتجهيزات وتهجير مستوطنين…) والبشرية في البعدين الجسدي والنفسي، ومن المتوقع أن تتطور مع تزايد التهديد الإسرائيلي إن لجهة استهداف المدنيين في الجنوب اللبناني، أو لجهة تنامي فكرة عمل عسكري إسرائيلي لدى صناع القرار والمعارضة والبيئة الاجتماعية عند العدو على أن تكون محدودة الزمان والمكان في الجنوب براً كان أو جواً بهدف جر المقاومة للتفاوض على قرار ١٧٠١ بحلة جديدة، مما سيضطر المقاومة الإسلامية في لبنان للرد بما يناسب حجم هذا العمل لإعادة ضبط إيقاع قواعد الاشتباك والتوازن والردع، وبالتالي قد تخرج الامور عما هي عليه الآن اذا تحامق وتمادى العدو أكثر.
مع الإعتقاد بأن هكذا سيناريو إمكانية تنفيذه لن تكون قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وجلاء غبارها.
وعليه يمكن التقدير بأن حرب الاستنزاف التي يخوضها محور المقاومة والتي تؤتي أُكلها على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ستطول بما يخدم هدف تفكيك وتفتيت الكيان المؤقت وضرب ركائز وأسس قيامه وبقاءه.
وهذا الهدف من المؤكد يدركه العدو جيداً بكافة أطيافه وهو بالتالي يعمل ويسعى على محاولة الخروج من حصار وحرب الاستنزاف التي يخوضها محور المقاومة ضده فهل يستطيع ذلك، وأي المخارج يمكن أن يسلكها؟
مع معرفته المسبقة بأن محور المقاومة بات مستعداُ كذلك لخوض حرباً مفتوحةً شاملةً عليه، وهذا ما صرح به عدة مرات أركان المحور في عدة مناسبات من إيران واليمن والعراق ولبنان.
بإختصار الأوراق بيد الكيان المؤقت قليلة جدا واللعب بها لا يخلو من الخطر على وجوده.