تحركات أميركية وروسية مكثفة شمال سوريا.. ووفد كردي في دمشق
تزامناً مع خطوات التقارب السوري التركي، تشهد مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة “قسد” نشاطاً أميركياً روسياً ملحوظاً، في إطار عرض المبادرات السياسية في هذا السياق، في ظل تأكيدات عن وجود مبادرة أميركية مناوئة للجهود الروسية تهدف لإنجاز مصالحة بين الأتراك و”قسد”. وظهرت بوادر المبادرة الأميركية من خلال النشاط الملحوظ لممثل الخارجية الأميركية في شمال وشرق سوريا، نيكولاس جرنجر، الذي أجرى عدة لقاءات مع قيادات “الإدارة الذاتية” و”المجلس الوطني الكردي” و “الأحزاب المسيحية” لإطلاعهم على مضمونها وبحث إمكانية تطبيقها. ووفق بيان إعلامي صادر عن “حزب الاتحاد السرياني” المتحالف مع “الإدارة الذاتية” الكردية، فإنّ جرنجر أكد أنّ “من الأولويات الأميركية في المنطقة هي دعم الاستقرار في المنطقة، ومنع تركيا من شن هجوم على مناطق شمال شرق سوريا، واستمرار التحالف مع قسد لمحاربة داعش، ودعم المسار الدولي لإنجاز الحل السياسي في سوريا”. ولم تصدر أي تسريبات موثوقة عن فحوى المبادرة، إلا أنّ وسائل إعلام كردية قالت إنها تتضمن شروطاً رئيسية هي فك ارتباط “قسد” بحزب العمال الكردستاني، وإخلاء الحدود، وتشكيل مجالس من القيادات العربية خارج نفوذ “قسد” وضمان حصة من النفط، مع إخراج “الوحدات” الكردية من الحسكة ودير الزور وكامل مدن الشريط الحدودي. من جهة أخرى تنشط روسيا لإقناع “الإدارة الذاتية” بتجنيب مناطق الشريط الحدودي حرباً جديدة مع تركيا، من خلال تسليم هذه المناطق عسكريا للجيش السوري وإداريا لمؤسسات الدولة السورية. وفي هذا الإطار، أعلنت “الإدارة الذاتية الديمقراطية للفرات” استقبال وفد روسي برئاسة العقيد ألكسندر إللوكس. وقالت إنّ “الجانبين ناقشا الظروف التي تدار فيها مناطق الفرات من الجانب التربوي، الصحي، والأمني”.ولفتت إلى أنّ “الإدارة الذاتية للفرات طالبت بضرورة التزام الجانب الروسي بواجباته تجاه المنطقة، ووقف الهجمات التركية التي تستهدف المدنيين والمنشآت الخدمية للفرات وعموم شمال وشرق سوريا”، مضيفةً أنّ “الوفد الروسي أكد سعيهم للحد من التوتر في شمال وشرق سوريا”. يأتي ذلك في وقت من المتوقع أن يصل إلى دمشق وفد كردي برئاسة “رئيس هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، بدران جيا كرد” لمتابعة جلسات الحوار مع ممثلين عن الحكومة السورية، للبحث عن نقاط التقاء، في ظل التطورات السياسية الأخيرة.