الصين … والمفتاح الدبلوماسي السحري
الدكتور عوني الحمصي -باحث في العلاقات الدولية
في ظل كل الظروف والتعقيدات الدولية والاقليمية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والمالية …الخ استطاعت الصين وبمهارات عالية في الدبلوماسية القدرة على تسجيل براءة اختراع متمثلة في صناعة مفتاح سحري سياسي ودبلوماسي لأصعب الاقفال المعقدة في المنطقة وطبعا شدة التعقيد والتوتر ليس من طبيعة القفل إنما من طبيعة الضغوط التي كانت تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على أدواتها وهنا أقصد السعودية التي ربما كان يراودها في العقل الباطني السياسي حالة من الامتعاض والتذمر نتيجة التبعية العمياء والتي بالأساس لا نفع لها ولا مصلحة لها في استمرار ذلك ولربما كانت تبحث لها عن شريك قوي بحجم الصين لتغير نهجها في التبعية والتخلص من من سياسية الإملاءات والبحث عن مصالحها الخاصة بعيدا عن المناكفات السياسية والإعلامية والكلامية الاي لا تغني ولا تسمن
على الرغم من أهمية ما ورد لابد لنا التركيز على طبيعة وماهية المفتاح الصيني المصنوع بلغة دبلوماسية عالية ممزوج بروح الأفق المستقبلية لكلا الأطراف الموقعة على التقارب وغيرها التي ستفتح لهم الأفق أمام عودة الكثير من الاستقرار الإقليمي والعالمي وهنا يكمن السر الدبلوماسي الصيني من خلال مبادرة الحزام والطريق ومن أجل تحقيق السلام السياسي والاقتصادي والتنموي الشعوب العالم لابد أن يكون هناك مقاربات وتقاربات جديدة في المنطقة والعالم من خلال المسح الكلي لما يسمى الخوف من الاخر والقلق وبعيدا عن اي لغة تخوينية وتهديدية لا تخدم اي طرف
ومن الميزات والقدرات في هذا المفتاح الصيني الذي استطاع أن يحرق هذا القفل المعقد والمركب رغم كل عوامل وحوامل وسنوات التعقيد سيكون هذا المفتاح والمدخل هو ذاته في فتح إقفال جديدة لدرجة لمجرد التفكير في حلها يصعب إيجاد طرق الحب من شدة التعقيد
ومن هنا من أولى ارهاصات الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران والذي يشمل إعادة فتح سفارتي الرياض وطهران وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية
وحل الخلافات بالحوار والدبلوماسي لتعزيز العلاقات بين الطرفين والتي ستنعكس حتما على كافة الملفات في المنطقة من اليمن إلى سورية والعراق وتركيا …وغيرها من خلال المفتاح الصيني
واخيرا يمكن القول ومن خلال المفتاح الصيني في الدبلوماسية سيفتح كل الاقفال المغلقة والمعقدة تباعا وهنا تكمن القدرة والدبلوماسية الصينية المبينية على رؤى مستقبلية تحقق السلام السياسي والاقتصادي والتنمية المستدامة لكل شعوب العالم .