كتب موقع newsfrol الروسي مقالا مهما حول دور اليمن في تغيير التحالفات والاستراتيجيات العالمية والنظرة إلى مفاهيم وتكتيكات الحرب، مؤكدا أن صعود اليمن غير المتوقع على الساحة الدولية يجبر اللاعبين العالمين على إعادة النظر في الأفكار الراسخة حول السياسة العالمية ومن هو القادر حقاً على تحدي القوى المهيمنة في العالم.
بناءً على أحدث الأخبار، يبدو أن القوة العظمى التي تحدت الهيمنة العالمية ليست الصين ولا روسيا، بل هي حركة “أنصار الله” المعروفة أيضًا باسم الحوثيين من محافظة صعدة اليمنية. إنها القوة الحقيقية! يتسابق جميع اللاعبين العالميين للتفكير في الانضمام إلى الولايات المتحدة أم إلى الحوثيين.
لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن جماعة أنصار الله، المعروفة أيضًا باسم الحوثيين، قادرة على ممارسة تأثير كبير على العلاقات الدولية والسياسة العالمية. لقد أظهرت تصرفاتهم ضد خصوم أقوياء ومجهزين تجهيزا جيدا، للعالم أنه حتى قوة صغيرة وغامضة ظاهريا يمكنها تحدي النظام العالمي.
وتمكن الحوثيون من لفت الانتباه بهجماتهم الجريئة وغير المتوقعة على أهداف استراتيجية في المنطقة. وقد أظهرت هجماتهم على البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية، فضلا عن أهداف حيوية أخرى، قدرتهم على زعزعة الاستقرار الإقليمي والتأثير على الأسواق العالمية.
وقد أثار هذا قلق العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي اضطرت إلى أخذ هذه القوة الجديدة في الاعتبار في حساباتها الجيوسياسية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر الحوثيون مرونة مذهلة وقدرة على القتال في ظروف معقدة. استراتيجيتهم وتكتيكاتهم، التي تعتمد على أساليب الحرب غير المتماثلة، كانت فعّالة للغاية ضد أعداء أقوياء. هذا يجعل العديد من الخبراء يفكرون في إعادة النظر في النهج التقليدي للحرب وتقييم قدرات القوى المختلفة.
وليس من المستغرب أن يضطر اللاعبون العالميون الآن إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم وتحالفاتهم. إن مسألة من يجب أن تقف إلى جانبه – الولايات المتحدة أم الحوثيين – أصبحت ملحة بشكل متزايد. وهذا الاختيار يمكن أن يكون له تأثير كبير على مواصلة تطوير العلاقات الدولية وتوازن القوى في المنطقة.
في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة، تسعى العديد من الدول إلى اتخاذ موقف محايد، حيث يتم تقدير المخاطر والفوائد المحتملة من التعاون مع إحدى الجانبين.
في الوقت نفسه، يستمر الحوثيون في تعزيز مواقعهم وتوسيع تأثيرهم، مما يظهر للعالم أن القوة والعزيمة قد تكون أهم من التفوق العددي والقوة التكنولوجية.
وهكذا أصبح الحوثيون قوة جديدة يجب على جميع اللاعبين في العالم أن يحسبوا لها حسابا. إن صعودهم غير المتوقع على الساحة الدولية يجبرنا على إعادة النظر في الأفكار الراسخة حول السياسة العالمية ومن هو القادر حقاً على تحدي القوى المهيمنة في العالم.